السؤال
السلام عليكم
حملت زوجتي وهي الآن في الشهر الرابع، ومنذ ثلاثة أشهر ونصف لم أقترب منها بناء على طلبها، وهي الآن في الشهر الخامس وقد استشرت الطبيب المتابع للحمل في ممارسة حقوقي الشرعية معها، فقرر بأنه لا مانع من ذلك، وطلبت منها ذلك إلا أنها رفضت وتعللت بأنها متعبة.
منذ شهرين تركت منزل الزوجية ومكثت في بيت أبيها بحجة أنها غير قادرة على القيام بأعمال المنزل من طعام وخدمة، علما بأني كنت أساعدها في كل شيء، ولأن أمها تقوم بخدمتها هناك، وأنا شاب ولا أطيق الانتظار أكثر من ذلك، وأخشى الوقوع في كبيرة من الكبائر، فهل أتزوج من أخرى؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونسأل الله أن يكتب السلامة لزوجتك، وأن يصلح الأحوال، وأن يهديها لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يغنيكما بالحلال وأن يكتب لكما السعادة، وأن يرزقكما بالصالحين من الأطفال، وأن يحقق لنا ولكما في طاعته الآمال.
لا يخفى على أمثالك أن الأشهر الأولى من الحمل، تعاني الزوجة منها معاناة كبيرة بما يسمى بالوحم، وهذا طبيعي في النساء، وقد يشتد عند طائفة من النساء، أي بعض النساء تكون هذه المرحلة فعلا بالنسبة لهن غاية في الصعوبة، ونتمنى أيضا أن تتلطف معها في هذه المرحلة وتقدر الظروف التي تمر بها، ونتمنى أيضا يكون لوالدتها والعاقلات والفاضلات دور كبير جدا في إفهامها بمتطلبات الزوج.
نحن لا نؤيد فكرة الاستعجال بالزواج في مثل هذه الظروف؛ لأن الزواج يكون غير مدروس، وعبارة عن ردة فعل غير محسوبة، وبالتالي نحن لا نفضل هذه الطريقة، بالإضافة لما قد تتركه من آثار خطيرة على الطفل، لأنه طبيعي مجرد شعورها بأنك تفكر بهذه الطريقة أو في هذا الاتجاه سيجلب لها توترات ويجلب لك مشكلات، وهذه المشكلات تؤثر على الطفل خاصة بعد الشهر الخامس، وهذه الأشهر يعني الطفل يتأثر جدا بتوتر الأم وبمثل هذه المواقف.
نؤكد لك أن لك الحق الشرعي، وأن ممارسة هذا الحق الشرعي ليس فيه أي خطورة كما أشار الطبيب المختص، ونتمنى من طبيبتها أيضا أن ترشدها أكثر، وحاول أيضا أن تنتقل بها إلى الطبيبة حتى تشرح لها وتعينكما على الهيئات التي يمكن أن تستطيعا أن تمارسا بها الحقوق الشرعية في هذه المرحلة التي تمر بها الزوجة.
نكرر دعوتنا لك إلى عدم الاستعجال في اتخاذ أي خطوة، مع حرصنا على أن تكرر معها المحاولات، وأرجو أيضا أن تشعرها وتقدر معاناتها، ففعلا قد تكون عندها معاناة، لكن هذه المعاناة لا تمنع أيضا من الحقوق الشرعية، وليس عذرا في المنع التام، وأيضا لا نؤيد ذهابها إلى والدتها، وأرجو أن يكون الترتيب بينك وبين والدتها حتى ترشدها الإرشادات الصحيحة، إما أن تنتقل لتكون معهما أو تأتي لك ولو في بعض الأوقات، ويأتوا هم لمساعدتها، المهم تبحثا عن حلول مناسبة تتيح لك ممارسة حياتك بصورة طبيعية.
قد أحسنت وأسعدنا أنك تقوم بمساعدتها في العمل، وبين لأهلها وذكرها بأنك أيضا تقوم بمثل هذه الواجبات، وأيضا من المهم أن يحتمل الإنسان إذا حصل بعض التقصير في هذه المرحلة لظروف الزوجة، والشريعة تراعي ظروف الحامل فتتيح لها أن تصلي جالسة، ويمكنها أن تفطر أيضا في رمضان، وهذه فيها رسالة للزوج حتى يقدر الظرف الذي تمر به الزوجة في أيام حملها.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يسمعكما ما يسعدكما، وأن يصلح لنا ولكما النية والذرية، وأن يعين هذه الزوجة حتى تفهم المراد منها وتفهم ما ينبغي أن تقوم به، ونسأل الله لنا ولكما التوفيق والسداد، وأرجو أيضا أن تعرف أن الزواج دائما في بداية الحياة يحتاج إلى مرشدين ومرشدات ممن لهم خبرة حتى لا تقع أخطاء في هذه المرحلة، ونسأل الله لنا ولكما التوفيق والسداد.