السؤال
السلام عليكم
منذ فترة سنة تقريبا أتت لي حالة من الفزع أحسست أني سأموت فذهبت الى المستشفى وأجريت تحاليل ولم يخرج شي،ء قرأت في موقعكم الكثير من الاستشارات حول الموضوع ذهبت إلى طبيب نفسي قال لي: إنها اضطراب هلع وصف لي السبراليكس بعد فترة ذهبت لجامعتي فأنا طالبة صيدلة سنة أولى.
الآن تخلصت من الأفكار التي كانت تهلك عقلي وأصبحت إنسانا طبيعيا، استمريت على أخذ الدواء 10m لمدة 7 شهور لكن في هذه الفترة كنت أوسوس كثيرا، أفكر إذا طلعت بباص ويوجد فيه زحام أو إذا أكلت كثيرا أو تعبت كثيرا، ستصيبني نوبة قلبية من التعب والأكل الدسم أخاف وأبتعد عن كل شيء عقلي ينبهني عنه.
مع العلم أني أحافظ على صلاتي وعلى الأذكار وقراءة القرآن والدعاء لربي في السجود، ذهبت إلى طبيب آخر وشرحت له حالتي، فقال: لي إن الدكتور السابق قد أخطأ في تشخيصي، وقال: إن لدي اضطرابات تحويلية، وهذا هو تشخيصي، وقال لي: إن حالتي لا تحتاج لدواء، لأني شخص واع.
الآن في فترة كورونا ابتعدت عن أصدقائي بسبب إغلاق السكن ولم أذهب إلى أهلي لأنهم في ولاية أخرى بسبب خوفي من الذهاب إلى المطار، وحالتي تسوء يوما بعد يوم، مع أني أحاول أن أقوم وأنهض بالقرآن وبليوغا ولكن لا فائدة.
أصبحت لا أنام يا دكتور من شدة خوفي من الموت، وصف لي الدكتور لوسترال ولكن خفت من أعراضه، ماذا أفعل يا دكتور؟ أبكي ألما وخوفا كل يوم بسبب خوفي، وأتخيل أهلي بعد موتي، وأدعو أن الله يجعل يومي بعد ما أرى أهلي لحين استيقظت من نومي وأنا مرعوبة، لا أعلم لماذا؟
مع أني لم أنم للساعة 6 صباحا، بسبب خوفي من الموت، ساعدني يا دكتور.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Fatma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأبارك لك شهر رمضان تقبل الله صيامكم وطاعتكم.
الفزع المفاجئ مصحوب بتسارع في ضربات القلب والخوف خاصة من الخوف من الموت، يشير في أغلب الأحيان إلى نوبة هرع، أو فزع، وهذه النوبات بعد أن تنتهي وتجهض يتولد منها خوف وسواسي، يبدأ الإنسان في الوسوسة، خاصة حول الموت والخوف من الموت، ويدخل الإنسان في تأويلات كثيرة كلها سلبية، وهذا هو الهرع أو الفزع ولا شك في ذلك، هذا مع احترامي لرأي الطبيب الأول، أعتقد أن الطبيب الأول كان تشخيصه صحيحا.
لكن قطعا لكل طبيب طريقته وآلياته في التشخيص، كما أن الطب النفسي متداخل وفي كثير من الحالات أمهر الأطباء لا يصلون إلى التشخيص الدقيق من المرة الأولى، عموما الحالة حالة بسيطة الآن الذي يسيطر عليك هو قلق المخاوف ولا بد أن تدخلي في حوار مع نفسك، لا بد أن ترفضي هذا الخوف، نحن دائما نقول للناس الخوف من الموت يتعامل معه الإنسان تعاملا شرعيا بمعنى أن تكون قناعة الإنسان بأن الموت آت ولا شك في ذلك، والآجال بيدي الله ولا أحد يدرك عمره أبدا، ومن أجل ذلك أن يعمل الإنسان لآخرته، كما يعمل لدنياه، وعندنا الدعوات الصالحات والأذكار، والإنسان يسأل الله تعالى أن يبارك له في عمره وفي صحته وهذه من وجهة نظري كافي جدا، أنا أسميه الخوف الشرعي من الموت، وهذا مطلوب.
حين أفكر بهذه الكيفية هذا حقيقة يضعف أو يزيل تماما الخوف المرضي الوسواسي من الموت، فأنت محتاجة لهذا النوع من الفكر، وأيضا تجنبي الفراغ، لأن الفراغ مهلك جدا ويجلب هذا الفكر، أشغلي نفسك بما هو مفيد، في دراستك، في عباداتك، في تواصلك الاجتماعي، الاهتمام بشأن أسرتك، ترفيهين عن نفسك بشيء طيب وجميل، القراءة، الاطلاع، أشياء كثيرة جدا يمكن أن تقومي بها، كما أن ممارسة الرياضة مطلوبة ومطلوبة جدا وكذلك تمارين الاسترخاء خاصة تمارين التنفس التدرجي وقبض العضلات وشدها، توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015)، يمكنك الاستعانة بها لتطبيق هذه التمارين.
بقي بعد ذلك أن نقول لك أن الدواء أيضا مهم، عقار لسترال وهو من الأدوية السليمة لا أعرف ما الذي تخافين من آثاره الجانبية، أي أثر جانبي، دواء لطيف دواء ممتاز، وهو تقريبا قريب جدا من السيبرالكس الذي كنت تتناوليه فيما مضى، ابدئي في تناول لسترال ابدئي نصف حبة 25 مليجراما يوميا لمدة أسبوع، ثم اجعليها حبة واحدة يوميا وأنا أفضل أن تجعليها حبتين يوميا بعد شهر، من رفع الجرعة إلى حبة يوميا، وهذه الجرعة العلاجية تستمرين عليها لمدة شهرين ثم تخفضينها إلى حبة واحدة يوميا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين.
جزاك الله خيرا.