السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا أعاني من أفكار سلبية ووسوسة تشكلت عندي بسبب أرق فائت، هذه الأفكار تأتيني حول مواضيع مختلفة، وهي عبارة عن خوف من فقدان النعم، فمثلا أخاف أن أفقد نعمة النوم أو متعة الضحك، أو متعة الجماع، أو حتى متعة البكاء من خشية الله.
حاولت عدم الاكتراث لهذه الأفكار أو إهمالها ولكني لم أستطع، وهذه الأعراض تأتيني منذ ما يقارب 8 أشهر، ومنذ ذلك الوقت وأنا أقاومها، فكيف أتخلص منها؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مراد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذه أفكار وسواسية تتردد عليك بكثرة، وأفكار وسواسية تشككية، أي تجعلك تشك في كثير من الأشياء من حولك، وطالما استمرت مدة ثمانية أشهر ولم تستطع التخلص منها فتحتاج إلى علاج، والعلاج إما أن يكون دوائيا أو علاجا نفسيا، ومن الأدوية التي تساعد في التخلص من الأفكار الوسواسية هي أدوية الـ SSRIS.
ومن مجموعة هذه الأدوية دواء الـ (فافرين)، دواء فعال جدا في علاج الأفكار الوسواسية، وجرعته خمسون مليجراما، ابدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما – ليلا لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك استمر عليه؛ لأنه يحتاج إلى وقت حتى يظهر مفعوله، يحتاج على الأقل إلى شهر ونصف، وبعد زوال هذه الأفكار الوسواسية استمر عليه لفترة لا تقل عن ستة أشهر، طالما هذه الأفكار استمرت معك ثمانية أشهر فيجب أن تتناول هذا الدواء لمدة ستة أشهر، أو حتى تسعة أشهر، ثم بعد ذلك توقفه بالتدرج ولا تتوقف منه مرة واحدة أو مباشرة.
من الأشياء السلوكية المفيدة هي: تجاهل هذه الأفكار، وتجاهلها يكون بصرف النظر عنها، والانشغال بفعل أشياء أخرى. وأيضا الاسترخاء مهم، والاسترخاء يتم عن طريق الرياضة، ممارسة الرياضة يوميا، إذا كنت تستطيع المشي خارج المنزل فبها ونعمت، لمدة ساعة يوميا، وإلا فبإجراء تمارين رياضية في المنزل لمدة ساعة إلا ربع يوميا، ثم عليك باتباع روتين معين في المنزل، ويكون عندك هوايات معينة، وتواصل مع أصدقائك عن طريق الواتساب أو الفيسبوك، وإذا لم تستطع طبعا أن تزور أحدهم في هذه الأيام الصعبة، ولا تنسى المحافظة على الصلاة في وقتها، والحرص على الذكر والدعاء وتلاوة القرآن، وأذكار الصباح والمساء وأذكار النوم والاستيقاظ، فهذه كلها تؤدي إلى السكينة والطمأنينة، وهذه بدورها تساعد في التخلص من الوسواس والقلق.
وفقك الله وسدد خطاك.