السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
جزاكم الله خيرا عل ما تقدمونه للناس.
أنا عمري 14 عاما، أعاني من تقلبات مزاجية، وكثرة التفكير، والرهاب الاجتماعي، أشعر أن نفسيتي تغيرت، عندما كنت صغيرا لم أكن أعاني من أي مشكلة، غير أني كنت هادئا، وضعيفا في المدرسة، ولا أعرف الرهاب الاجتماعي وغيره، ولكن عندما كبرت أصبحت لا أرضى أن أكون ضعيفا، ولكن لا أستطيع؛ ففي المدرسة أكون منطويا، وليس عندي صديق، ولا أتكلم ولا أشارك مثل بقية الطلبة، وقد كنت على هذا الحال مذ كنت في الابتدائية، والآن أريد أن أصبح اجتماعيا وقويا فكيف ذلك؟
فأنا إضافة لذلك أعاني من القلق الاجتماعي في عدة مواقف، كما أنه يحمر لون وجهي عندما أكون مركز الاهتمام، وقد ازدادت الحالة عندما قرأت عنه في الإنترنت، وسبب لي تقلبات مزاجية وإحباط .
أحيانا أكون مكتئبا، وأجلس بمفردي، وأبكي على حالي حينما أرى بعض المراهقين في عمري لا يعانون من أي مشكلة، اجتماعيين، ويلعبون، وأبكي بمفردي، وأكون صامتا لا أتكلم حتى مع أهلي، وأحيانا أكون سعيدا وأفكر بإيجابية، ومزاجي متحسن.
أنا أشعر بأن مشكلتي لا تستدعي الذهاب إلى طبيب نفسي، فاستشارة موقعكم كافية، ولكن هل هذه مرحلة عابرة؟ ومتى سأتخلص منها؟ وهل يمكن أن تتغير شخصيتي عندما أكبر أم تبقى كما هي؟
وفقكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ داود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.
لديك عدة استشارات سابقة، ذات طابع نفسي، وحقيقة أنا استوقفني هذا الأمر وأنت في هذا العمر، ما الذي جعلك تقرأ كثيرا عن الأمراض النفسية مما جعلك تتأثر إيحائيا بما تقرأ، أنت تعطي كلمات كبيرة جدا ومصطلحات طبية نفسية لا تناسب عمرك أبدا -أيها الابن الكريم-.
ففي عمرك يسهل التأثير الخارجي، ما تقرأه سوف يؤثر عليك، ما تسمعه سوف يؤثر عليك، فاترك كل هذا، هنالك أمور أخرى يمكن أن تجعلك سعيدا وتجعلك مستقرا من الناحية النفسية والوجدانية، لماذا تدخل نفسك في بوتقة ما أسميته القلق الاجتماعي والرهاب الاجتماعي والتوتر والمخاوف، وكل الذي ذكرته – أنا من وجهة نظري – يجب أن تحرر نفسك من هذه المفاهيم الخاطئة، بأن تحقرها، ألا تهتم بها، وأن تعرف أنك في بدايات الحياة، أنت في عمر اليفاعة، وأنا أنصحك أن تلتفت لأشياء مهمة وضرورية جدا:
أولا: اسع في بر والديك، اجعل هذا هدفا أساسيا بالنسبة لك، واسع لخدمتهم، اسع للتفاني من أجلهم، هذا يحرك طاقاتك النفسية ويجعلها تستهلك في شيء إيجابي وعظيم، يعزز لديك السلوك النفسي الإيجابي.
ثانيا: ما أسميته بالرهاب، ليس من المفترض أن تكون في أي مزاج فيه شيء من الخوف والرهاب، اخرج مع أصدقائك، تفاعل معهم – خاصة الشباب الصالحين – صل مع الجماعة، العب الكرة، تمازج مع الآخرين، واترك هذا الذي تتكلم عنه، ولابد أن تعطي للدراسة أهمية، تصور نفسك بعد عشر سنوات من الآن، ما هو تحصيلك العلمي؟ من أي كلية تخرجت؟ أي عمل استلمته؟ إقدامك على الزواج.
أنا أعتقد أنك محتاج لتغيير فكري، والأمور لا تأتي لوحدها للإنسان، الله تعالى أعطانا عقولا عظيمة وإمكانات ومهارات نفسية وطاقات إذا سخرناها نتغير. أنت تحتاج لهذا الكلام، ليس للأمور الأخرى التي تتحدث أنت عنها (عن تغيير شخصيتك، مهاراتك، عن الرهبة الاجتماعية)، لا لا، هذا يجب أن توقفه مباشرة، وأنا لا أعتبرك مريضا، أعتبر أنك عطلت نفسك وتفكيرك بانغماسك في مصطلحات لا تناسب عمرك أبدا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.