السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة من أسرة مكونة من 8 أفراد، لدي 3 أخوات وأخوين، بالإضافة إلى والدي، المشكلة أن أختي الأصغر مني سيئة الخلق جدا مع كل أفراد الأسرة، خصوصا والدتي، لا تستمع لأحد، ولا تساعد أحدا، ولا يخرج من فمها إلا القبيح من القول، ولا تحترم أحدا، ومعاملتها لأمي تزداد سوءا، وأنا صرت أبغضها جدا، وأدعو عليها عندما أرى ما تفعله بأمي.
النصح لا ينفع معها، وتتعامل مع الغرباء كأنها أكثر خلق الله طيبة، وفي البيت كأنها نار مؤججة، ماذا نفعل؟ أمي لا ترد عليها وتكتفي بالبكاء، ووالدي نصحها أكثر من مرة، ولا تعره أي اهتمام، وأنا وأخوتي صرنا لا نطيقها ولا نطيق رؤيتها ولا وجودها في البيت، بل نعاملها كأنها ليست موجودة اتقاء للسانها، حتى أمي تدعو الله أن تتزوج سريعا، وتغادرنا ولا تعود ثانية.
لقد حاولت أن أصلح علاقتنا بها، لكنها لا تطاق، وأنا أخاف أن أصبح من المشاحنين والهاجرين لإخوتهم، وأعاقب بعدم المغفرة وقبول الصلاة، ولكن لا حيلة لدي، ولا أدري ماذا أفعل؟ أفتوني أثابكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام بأمر شقيقتك، وبأمر والدتك والأسرة، ونسأل الله أن يقر أعينكم بصلاح هذه الفتاة، وأن يلهمها السداد والرشاد، وأن يعينها على بر والديها، وأن يصلح الأحوال.
نكرر لك الشكر على الاهتمام بأمر هذه الشقيقة، ونتمنى أن تقتربي منها أكثر، وتحاولي أن تعرفي ما الذي تريده، وما الذي عندها، وحاولي أن تركزي على ما فيها من إيجابيات، وابحثوا عن أسباب توترها مع الجميع.
لا شك أن الوضع يحتاج إلى معالجة، ونحن أيضا نحتاج إلى بعض التفاصيل، فمنذ متى حصل هذا التغير في أخلاقها، لأنه لا يتصور أن يكون إنسانا سيء الخلق مع كل أفراد البيت بما فيهم الوالد والوالدة، متى حصل هذا التغير؟ هل يا ترى صديقات السوء لهن تأثير ولهن دخل في هذا الموضوع؟ هل تقوم بخدمة نفسها؟ هل تكلفوها بمسؤوليات؟ هل هي ناجحة في دراستها؟ .. يعني هناك أمور تحتاج إلى إزالة هذه الغموض؛ لأننا الآن نريد أن نحل هذا الإشكال.
طبعا كونها تغضب الوالدة ولا تطيع الوالدة: هذا عقوق للوالدين، وقبل ذلك عصيان لله تبارك وتعالى، وهي على خطر عظيم.
ولذلك نتمنى أن تنصحوا لها، أن تتواصلي معها، بالعكس أنا لا أريد أن تبغضوها، لكن تضبطوا تصرفاتها، لأنها إذا شعرت أن الجميع لا يحبها فهذا مما يزيدها سوء خلق، ومما يزيدها تمردا، وليس هذا في مصلحتها كفتاة؛ لأن الفتاة إذا لم تجد القبول في داخل بيتها يخشى أن تبحث عنه في الخارج، ولذلك أرجو أن تركزي وتهتموا بموضوعها وتتواصلوا مع الموقع، لكن نحن نريد بعض التفاصيل.
وأيضا بالنسبة للوالد والوالدة: نتمنى أيضا أن يهتما بها، أن يقتربا منها، أن يشعراها بالعدل والقبول، طبعا العدل والقبول هي تستحق لكونها ابنتهما، نحن أحيانا نخطئ عندما نظلم من تتمرد، ولأنه إذا سألناها لماذا أنت متمردة؟ تقول: أمي تفضل أخواتي علي، أبي يفضل إخواني علي.
ولذلك هناك أمور نحن نحتاج فيها إلى توجيهات، قبل ذلك نحتاج منكم إلى توضيحات، ولكن طالما كان عليها غضب من الوالدة أرجو ألا يكون عليك حرج، ولكن ليس من المصلحة أن تبغضوها جميعا، أن تكرهوها جميعا، لأن في هذه الحالة ندفعها إلى الهاوية، ندفها للضياع.
ولذلك لا بد من أن نفتح لها أبواب التفاهم، وأبواب الأمل، ونحاول أن نقابل إساءتها بالإحسان، ونحاول أن نتفهم ما عندها من معاناة وما عندها من ظروف، وقد نضطر إلى أن نذهب بها إلى راق شرعي، أو حتى طبيبة نفسية، ولكن قبل ذلك نتمنى أن يكون هناك تواصل مع الموقع ويكون هناك تفاصيل لهذا الأمر.
وأيضا أرجو أن تحاولوا تخففوا على الوالدة، وتطلبوا منها أن تدعو لها، فإن قلب الوالدة رحيم رغم إساءتها، ودعوة الوالد والوالدة أقرب للإجابة، ونسأل الله أن يقر أعينكم بصلاحها، وهذه وصيتنا للجميع بتقوى الله تبارك وتعالى ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن نغتم فرصة الجائحة العالمية وفرصة الأجواء الروحانية في رمضان في أن نسعى في الإصلاح، وفي أن نسعى في حسن التوجيه لها، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.