السؤال
السلام عليكم
أردت أن أعمل مشروعا واحتجت للأموال، فطلبت الاقتراض من أصدقائي وأقاربي فرحبوا بالفكرة، وطلبوا فائدة من الربح على أموالهم، فوافقت وأخذت مبلغ 200 ألف جنيه.
الآن خسرت المبلغ في المشروع، وفي فوائدهم التي أخذوها مني، رغم أنني كنت أخسر، والآن يطالبونني بأموالهم أو السجن، فماذا أفعل ؟
تراودني فكرة الانتحار لكنني أتراجع في آخر لحظة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول مستعينا بالله تعالى:
فالذي فهمته من استشارتك أنك كنت تعطيهم فوائد مع علمك أنك خسران في المشروع، بمعنى أنك كنت تعطيهم نسبة معينة شهريا ولذلك انهار المشروع.
عملك هذا يطلق عليه في الشرع المضاربة، والمضاربة تقوم على طرفين طرف ممول بالمال، وطرف يعمل بجهده على أن تكون الأرباح بينهم إما نصفين وإما بحسب الاتفاق.
أرباح المضاربة لا تكون شهريا، ولكن نهاية العام يتم جرد المشروع، وينظر بعد تسديد كامل المستحقات من إيجارات وأجور عمال وفواتير الكهرباء والهاتف وما شاكل ذلك، فبعد أن يتم احتساب ذلك ينظر كم الباقي، فما بقي يوزع على أصحاب رأس المال والعامل بجهده بحسب النسبة المتفق عليها، فإن تبين أن المشروع خسران فالعامل يضيع جهده ولا يستحق شيئا، وما تبقى من رأس المال يعود لأصحابه كل بحسب نسبته من رأس المال.
لقد أخطأت خطأ كبيرا بدفع أرباح شهرية لأصحاب المال؛ لأن ذلك نوع من الربا، كونك التزمت بدفع نسبة معينة دون معرفة هل المشروع ناجح أم لا؟
شرعا لا يحق لهؤلاء الناس أن يطالبوا بأموالهم بهذه الطرق، بمعنى أنهم قد أخذوا ما أخذوا، ثم الآن يريد كل واحد منهم ما أقرضك بالوفاء والتمام، وعليه فأنصح بأن تحتكموا لأحد العلماء ليفصل في هذه القضية، فإن لم يمكن ذلك فلدى محكمة شرعية.
لم تخبرنا هل كان بينك وبينهم اتفاقية مكتوبة تحدد طريقة دفع الربح، أم أنه اتفاق شفوي؟ وعليه فأرجو أن تستشير محام حاذق، ويكون مختصا بالترافع أمام المحاكم التجارية، وهو الذي سيرشدك للطريقة الصحيحة في التعامل مع هؤلاء الناس.
يجب أن يصحح التعاقد الذي تم بينكم ليكون متمشيا مع الشريعة الإسلامية، وبالتالي ستعود المياه إلى مجاريها، وهذا الأمر سيكون على أيدي العقلاء من أهل بلدكم أو أحد العلماء المشهورين، الذين ترضونهم ليكونوا حكما في هذه القضية؛ لأنه قد يكون كل واحد ممن دفع لك المال أخذ حقه وزيادة والعمل لم يكمل سنة واحدة.
احذر من التفكير بالانتحار، فإن عاقبة المنتحر النار -والعياذ بالله تعالى- وهذه المشكلة ستجد لها حلا مناسبا بإذن الله -سبحانه وتعالى- ومبدئيا أحب أن أطمئنك بأنهم فهموا العملية بطريقة خاطئة، وأنك ستكسب القضية بإذن الله، ولو حصل أنك غرمت فلن يكون المبلغ كبيرا -بإذن الله تعالى-.
أوصيك أن تجتهد في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح، مع الإكثار من تلاوة القرآن الكريم، والمحافظة على أذكار اليوم والليلة، فذلك سيجلب لك الطمأنينة والحياة الطيبة.
قبل أن تفتح أي مشروع عليك أن تنظر في جدواه، ولا تقدم على أي مشروع خاصة الذي له أمثلة كثيرة في السوق.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.