أعاني من شدة الحساسية والانفعال والغضب

0 23

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد أن أسأل إن كان هناك حل للحساسية المفرطة والغضب الشديد لأتفه الأسباب والانفعال، أنا طالبة وبعمر 21 سنة، أعاني من حساسية شديدة، وانفعال من كل شيء.

هذا يؤثر على حياتي بشكل سلبي، فجميع رفاقي وعائلتي وخطيبي يشتكون من أنني أغضب وحتى أبكي لمجرد قولهم أي كلمة يمكن أن يتجاوزها الآخرون.

أما أنا فأجعلها مشكلة، وقد أكتئب من أجلها عدة أيام، وحتى صحتي قد تدهورت بسبب هذا الأمر، ففي كل مرة يسمعني فيها أحدهم نقد ما أشعر بدقات قلبي تتسارع وضغط دمي يرتفع، وحتى معدل السكر في الدم أجده مرتفعا بسبب الغضب ولا أستطيع أن أهدأ أو أتجاوز ذلك الموقف، أريد أن أتخلص من هذا الطبع، لأنني أصبحت أشعر أن الجميع يتجاهلني كي لا يقع في حساسيتي.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هديل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والشفاء.. نبارك لك هذه الأيام الطيبة العشرة الأواخر من رمضان، نسأل الله تعالى أن يتقبل صيامكم وقيامكم وأن يجعلكم من عتقائه من النار.

أيتها الفاضلة الكريمة، أقول لك لا تغضبي لا تغضبي لا تغضبي، علما بأن الغضب هو طاقة إنسانية وجدانية، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يغضب حين تنتهك محارم الله، فالغضب في مكانه ليس أمرا مرفوضا، ولكن طريقة إدارة الغضب هي المهمة.

الإنسان في ذات الوقت يعلم نفسه أن يكون من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، وهذه درجة عالية جدا من ترويض النفس، وأريدك أن تتذكري أنك الآن تشعرين بأن الغضب هو مشكلتك وحساسية الشخصية هي مشكلتك، فإذا هنالك ضرر اجتماعي ووجداني وشخصي وقع بك، وهذا يجب أن يكون دعوة ودافع لك من أجل التغيير، وتذكري أن الأشخاص الذين تغضبين في وجوههم أصبحوا ضحايا، وإن كنت في مكانهم لن تقبلي هذا الوضع، فلماذا إذا لا تتغيرين.

ابني فكرا جديدا قائما على هذه الأسس، ولتساعدي نفسك أريدك -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تعبري عن نفسك أولا بأول، النفس تحتقن، ولذا يعبر عن الغضب بشكل فظيع ومزعج، لكن إذا فتحنا محابس النفس من خلال التعبير الآني عن مشاعرنا، عن أفكارنا، وأن لا نكتم خاصة الأشياء التي لا تروق لنا، يعبر الإنسان عن نفسه أول بأول في حدود الأدب والذوق، دربي نفسك، دربي نفسك على هذه المنهجية أيتها الفاضلة الكريمة، التعبير عن الذات، التفريغ، وأن لا توقعي بأحدا ضررا مثل الذي وقع عليك حين يغضب أحد في وجهك.

أنا أريدك أن تتدربي على ما ورد في السنة النبوية المطهرة فيما يتعلق بإدارة الغضب، الغضب يبدأ بخاطرة، ثم يتحول إلى فكر ثم يتحول إلى فعل، ففي بدايات الخاطرة أيتها الفاضلة الكريمة أريدك أن تغيري موضعك، إذا كنت جالسة قفي، أو اضطجعي، وإذا كنت واقفة اجلسي، ثم اتفلي ثلاثا على شقك الأيسر وهذا من صميم التربية النبوية، لأنه فيه متنفس ويصرف انتباهنا عن الغضب.

خذي نفسا عميقا واستغفري الله، ويا حبذا لو توضأت، جربي هذا ولو لمرة واحدة، أتاني من أعرفهم ومن أرشدتهم في هذا الخصوص وقالوا لي إننا قد طبقنا العلاج النبوي لإدارة الغضب مرة واحدة فقط، وبعد ذلك لم نحتج له، فقط ما تذكره في بدايات الغضب وهذا يتحكم تماما في مشاعرنا وفي غضبنا، هذا هو الذي أنصحك به.

أريدك أيضا أن تمارسي الرياضة، أن تمارسي تمارين الاسترخاء، توجد برامج كثيرة جدا على اليوتيوب هذه كلها فيها إرشادات ممتازة جدا لممارسة التمارين الاسترخائية، نظمي وقتك، كوني بارة بوالديك، صلاتك اجعليها في وقتها، وعليك بالتميز الأكاديمي، والتواصل الاجتماعي مع الصالحات من البنات، هذا هو الذي أنصحك به.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.. وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات