السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
صادف أن شاهدت فيديو في اليوتيوب عن إذا ما كانت المرأة تأثم لعدم قبولها لخاطب قد تقدم إليها، وهو ذو خلق ودين، وكان الجواب: نعم، مستدلين بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:{إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إن لا تفعلوا تكن فتنة وفساد في الأرض}.
سؤالي: هل يجوز لها أن ترفضه إن وجدت في نفسها نفورا منه أو من شكله حتى لو كان على خلق ودين حسن، خاصة إذا أحست أن الزواج بينهما لن يكون ناجحا لعدم توفر المودة بينهما.
وأيضا أريد أن أعرف ما هو المعيار الذي نحدد به حسن الخلق، فهل يجب أن يكون خلقه مقبولا ومتمسكا بالصلاة والفروض الأخرى، أو أن يكون خلقه في المستوى الذي ترضاه تلك الفتاة نفسها مثل أن يكون حافظا للقرآن، أو كريما وغير ذلك؟
هذا هو سؤالي شكرا، وجزاكم الله خيرا كثيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شمس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.
الفتاة إذا تقدم لها من ترضى دينه وخلقه، فينبغي لها أن تقبل به، لا سيما إذا كان كفؤا لها، فالمبادرة بالزواج منافعها كثيرة ومصالحها عظيمة، ولذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم علي رضي الله تعالى عنه في أن يبادر بتزويج الأيم أي المرأة التي لا زوج لها، وهذا لما يعلمه الله تعالى من المنافع والمصالح في الزواج، من إعفاف النفس وتحصيل الذرية الصالحة وتحصيل السكينة سكينة النفس وإنشاء الأسرة المسلمة وغير ذلك من المنافع العائدة على الفرد وعلى الأمة.
لكن لا يلزمها أن تقبل بهذا الشخص، بحيث إذا لم تقبل تكون آثمة، إلا في حالة واحدة إذا كانت تخشى على نفسها الوقوع في الفاحشة، فإنه لا يجوز لها في هذه الحالة أن تمتنع عن الزواج ما دام قد تيسر لها، وبهذا يتبين لك أيتها البنت الكريمة أن المرأة يجوز لها أن ترفض من تقدم لها إذا وجدت في نفسها نفورا منه سواء كان من خلقه أو من خلقه، أي من شكله، أو لغير ذلك من الأسباب، وهو الأولى إذا كانت تجد في نفسها نفورا منه بحيث تظن أن الحياة معه لن تكون حياة مستقرة، ولن تستطيع هي بذل ما عليها من الحقوق بنفس راضية، فالامتناع عن الزواج بهذا الشخص من أول الطريق أفضل، ويغني الله تعالى كلا من سعته.
وأما ما هو المعيار الذي يحدد به الخلق، فالخلق حث عليه النبي صلي الله عليه وسلم على اختيار الرجل صاحب الأخلاق الحسنة، ليكون زوجا؛ لأن المرأة تتعامل مع زوجها بهذه الأخلاق، فهو إذا أحبها أكرمها، وإذا أبغضها لم يظلمها حقها، فهذا هو الخلق الذي يراد من الزوج أن يكون خلقه باعثا له على أداء الحق الذي عليه للزوجة وإحسان عشرتها وإكرامها والوقوف عند حدود الله تعالى بحيث لا يظلمها إذا وقع بينهما شيء وكرهها أو كره منها شيئا..
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يفقهك في دينه، وأن يقدر لك الخير.