السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم جزيل الشكر لما تقدمونه من نصائح وإرشادات، وفقكم الله لما فيه الخير والصلاح.
أما بعد: أنا شاب عمري 31 سنة، أعزب، أعاني من وسواس المرض والخوف، وتوهم الأمراض وتوهم قرب الموت، رغم أني أصلي وأذكر الله، وأقرأ القرآن، فحياتي أصبحت هما وغما، ومليئة بالتشاؤم والقلق، فأنا تعبت نفسيا، وأخاف حتى من الذهاب للطبيب للكشف أو المعاينة، فما تفسيركم للحالة التي أعاني منها؟ وما هو العلاج من فضلكم؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عيسى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
التوهم المرضي أو الخوف من المرض عموما، والخوف من الموت، هي من الأعراض الشائعة عند القلق النفسي، ودائما تتخذ مسارا وسواسيا، أي الفكرة تتكرر باستمرار وتتعب الشخص، وعلاجها هو علاج القلق؛ لأن الأصل هو حالة القلق التي تؤدي إلى الخوف من المرض والخوف من الموت.
هناك علاج نفسي وعلاج دوائي، من أفضل الأدوية التي تعالج اضطرابات القلق والمخاوف المرضية هو ما يعرف بالسيبرالكس أو استالبرام وهذا هو اسمه التجاري، 10 مليجرام ابدأ بنصف حبة لمدة أسبوع بعد الأكل، وبعد أسبوع حبة كاملة، وعليك مواصلة العلاج -يا أخي الكريم- حتى تختفي كل هذه الأعراض التي قد تحتاج إلى أشهر.
وتحتاج أن تستمر في الدواء لفترة لا تقل عن 6 أشهر، ثم بعد ذلك أوقفه بالتدرج، بسحب ربع الجرعة كل أسبوع حتى يتوقف تماما، وتحتاج -يا أخي الكريم- أيضا مع الصلاة والدعاء إلى عمل أشياء تؤدي إلى الاسترخاء، ومن أكثر الأشياء التي تؤدي إلى الاسترخاء هي الرياضة، وبالذات رياضة المشي إذا كان هذا ممكنا، أو التمارين الرياضية في البيت، ولكن يجب الانتظام عليها ولمدة نصف ساعة على الأقل يوميا.
إذا استطعت أن تتعلم تمارين أخرى للاسترخاء، مثل الاسترخاء العضلي بشد مجموعة من العضلات لفترة ثم تركها تسترخي وهكذا من مجموعة إلى مجموعة حتى تكتمل كل أعضاء الجسم فهذا يؤدي إلى الاسترخاء، أو الاسترخاء عن طريق نفس عميق، جرب ذلك لمدة 5 دقائق، تأخذ نفسا عميقا ثم تخرجه، نفسا عميقا ثم تخرجه، وتكرر هذا ثلاثا أو أربع مرات في اليوم، فهذا أيضا يؤدي إلى الاسترخاء.
وفقك الله وسدد خطاك.