من يدعي العلم وإظهار المعرفة هل هو طبيعي أم يحتاج لعلاج؟

0 20

السؤال

السلام عليكم

أعرف إنسانة تتطفل فيما يعنيها وما لا يعنيها، تدعي العلم والفهم، تحاول أن توضح للعالم أنها على حق، وتدعي أنها بروفسورة، وهي بالكاد تتقن الكتابة، تحاول إزعاج الغير متسترة برداء العلم ومحاولة المساعدة، فهل تعتقدون أنها تعاني من مرض نفسي يحتاج لعلاج؟ أم أن الموضوع ليس سوى ترهات؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يهدي بناتنا وأبناءنا إلى ما فيه الخير، وأن يهديهم إلى أحسن الأخلاق والأعمال فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو سبحانه، ونسأله تبارك وتعالى أن يصلح الأحوال وأن يحقق لنا ولكن الآمال.

لا شك أن تدخل الإنسان فيما لا يعنيه أمر لا تقبل هذه الشريعة التي شرفنا الله تبارك وتعالى بها، بل قال النبي صلى الله عليه وسلم:" من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، والذي يشغل نفسه بما لا يعنيه يضيع ما يعنيه، وما يعنيه الإنسان كثير فإننا خلقنا لغاية عظيمة ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، والعاقل من شغلته عيوبه عن عيوب الآخرين، طوبا لمن شغله عيبه عن عيوب الآخرين، ونحن حقيقة لا نعرف القدرات العلمية للأخت المذكورة، لكن في كل الأحوال لا نرضى تدخلها في شؤون الآخرين، وادعاء العلم والفهم كل ذلك مرفوض فإن التعالم والتدخل في أحوال الناس، والقسوة عليهم والرغبة في تعليمهم وهم لا يريدون، أو ادعاء العلم والإنسان لا يملكه كل ذلك مرفوض من الناحية الشرعية.

إذا كان الأمر كما ذكرت فإن الأمر مرفوض، وأنت عليك أيضا أن تحاولي أن تتجنبي هذه الأخت، وإن كان بالإمكان تقدمي لها النصح، فإذا كانت لا تستمع للنصح فاتركيها وشأنها، لأننا أيضا لا نريد أن تنشغلي بمثل هذه النماذج من البشر، وإذا كانت تريد أن تزعج الغير فإن الغير سيرد عليها وستكون محل كراهية، ولكن كل ذلك مجرد تقدير لا نستطيع أن نقدره إلا إذا عرضت علينا نماذج من محاولاتها، والمساعدات التي تعرضها حتى نقيم هذا الذي تقوم به، إن كان فعلا يستحق أن نقف عنده أم أنها فعلا بحاجة إلى معالجة أو بحاجة إلى نصح وتوجيه.

نريد أن نقول لا نستطيع أن نحكم هل هو مرض نفسي أم ترهات، إلا بذكر النماذج ولكن نؤكد لك أن تدخل الإنسان فيما لا يعنيه مرفوض، التطفل على الناس وخصوصياتهم، وزعم العلم، وزعم الفهم على الناس، ومحاولة الدخول عليهم واقتحام حياتهم وخصوصياتهم كل ذلك مرفوض من الناحية الاجتماعية، وقبل ذلك من الناحية الشرعية، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه هذا كلام رسولنا، ما كان ينطق عن الهوى، ولكن الأمر كما قال الله:( إن هو إلا وحي يوحى)، فالإسلام دين يكره الفضول، ويرفض الأذية للآخرين، ويرفض التعالم والتكبر على الآخرين، ويرفض ادعاء الفهم زورا وبهتانا.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يهدينا جميعا إلى ما يحبه ويرضاه، وأن يستخدمنا فيما يرضيه وأن يعيننا حتى نتعامل مع الآخرين بالأسلوب الذي يرضيه سبحانه وتعالى.

مواد ذات صلة

الاستشارات