السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أعرف رأي الدين في مقولة: الرجل لا يعيبه شيء؟ لأن هناك الكثير من يتخذ هذه المقولة حجة لفعل معصية ما، ويقول: إذا فعلت أنثى هذه المعصية فهي مذنبة، أما أنا رجل لا يعيبني شيء.
وشكرا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أعرف رأي الدين في مقولة: الرجل لا يعيبه شيء؟ لأن هناك الكثير من يتخذ هذه المقولة حجة لفعل معصية ما، ويقول: إذا فعلت أنثى هذه المعصية فهي مذنبة، أما أنا رجل لا يعيبني شيء.
وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في موقعنا، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، والجواب على ما ذكرت:
- لا شك أن الرجل والمرأة في المسؤولية عن أفعالهما متساويان، ما يمدح به الرجل من الأفعال تمدح به المرأة، وما يعيب الرجل يعيب المرأة، من غير أي فرق، في ميزان الشريعة، ومن قال خلاف هذا، فهذا غير صحيح، قال تعالى:" إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها"، وقال تعالى: "من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد"، وقال تعالى: "ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره"، فمن عمل صالحا فأطاع الله ورسوله من ذكر أو أثنى، فلنفسه ثواب عمله، ومن أساء من ذكر أو أثنى فعصى الله ورسوله فعلى نفسه وزر عمله.
- إذا نظرنا أن سبب هذا المثل في المجتمع، أن الرجل إذا فعل محظورا فإن المجتمع يتجاهل ما حصل منه وكأن شيئا لم يكن، وإذا حصل نفس المحظور من المرأة، فهي قد جلبت العار لأهلها، وحتى لو تابت فما زالت تؤآخذ وتعير بما حصل منها، ومن زواية أخرى يؤخذ بهذه المقولة عندما يتقدم شاب لخطبة فتاة وهو غني، ولكنه ضعيف التدين أو سيء الأخلاق، فيطلب من الفتاة القبول به من غير تردد، وهذا لا شك مخالف لقوله صلى الله عليه وسلم: " إذا خطب إليكم من ترضون دينه، وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض"، رواه الترمذي، فيحق للفتاة أن ترفضه لما فيه من العيب، وكونه غنيا هذه صفة غير كافية للقبول به زوجا، فقد تتزوج بفقير ثم يغنيه الله تعالى.
الخلاصة أن المقولة عادة سيئة يجب الخلاص منها، ولا يلتفت عليها لما فيها من تجميل ونسيان عيوب الرجل، وإظهار وتضخيم عيوب المرأة، وهذا ظلم وعنصرية مقيتة، يتنافى مع العدل الذي شرعه في التكاليف والجزاء على الأفعال لكل من الرجل والمرأة على حد سواء.
وفقك الله لمرضاته.