السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا في حيرة وعذاب مع ابني أحمد، وهو ابني الكبير وعمره الآن بداية 24 سنة، ولم يحصل على الثانوية العامة مع جميع محاولاتنا أنا وأبيه معه، وكذلك الأهل معه، وهو يريد اللعب فقط والتصرف على هواه، وقد قمت بعرضه على مركز للاستشارات الأسرية، وكان رأي الطبيبة أنه لا يعاني من أي مشاكل، حتى لا أطيل عليكم، المشكلة الآن هو يعمل في وظيفة جيدة ومرتب جيد، ولكنه لا يحافظ عليها، وفي منتهى الاستهتار، وتم فصله مرة ولكن مع تدخل خاله في العمل استطاع أن يرجعه مرة أخرى، وقال: إنه تعلم كيفية العمل، ولكنه يتصرف بتصرف في منتهى الاستهتار والأنانية، طبعا هو أوقعنا في مشاكل كثيرة في معرفته للبنات.
ثانيا في استئجار سيارات وركوبها والاصطدام بها، وطبعا تكبدنا مبالغ طائلة، وهذه المشكلة تسببت في خلاف كبير بيننا وبينه لدرجة أني قلت له أن يخرج من المنزل ويعتمد على نفسه، وفعلا خرج وسكن مع صاحب له لمدة شهر ونصف، ومع تدخل أمي وخالته في أنه لازم يرجع البيت خضعنا للأمر أنا وأبوه من جديد، وقال إنه سيتغير، وبعد ذلك اشترى سيارة ودمرها أيضا، ثم بعد ذلك اشترى سيارة أخرى مستعملة سبور وأنا كفلته في أقساطها، ولكنها نتيجة لتصرفاته الطائشة سحبت منه السيارة وحجزت لدى الإدارة العامة للمرور، وحاولت معه في أن يبحث عن أحد يأخذه إلى عمله وطبعا بالفلوس، ولكن لا توجد استجابة، وأخيرا عاود مرة أخرى الانقطاع عن العمل، وطبعا في هذه المرة لن يسامحوه، أنا غير قادرة أن أحكي كل تصرفاته وكل المواقف التي تصدر منه، مع العلم بأننا حاولنا معه بالسياسة والمناقشة والشدة والضرب والإهمال ولكن دون جدوى، لدرجة أنني الآن لا أتكلم معه، وطبعا هو لا يذهب للعمل، مع العلم بأننا نعيش في الكويت، وإذا لم يداوم على عمل وتكون لديه إقامة لا يستطيع البقاء في الكويت، وأنا عندي ابنتان أصغر منه واحدة في كلية التربية بالكويت، والثانية بالصف الرابع المتوسط، كيف نتصرف معه؟ الجميع من الأهل تكلم معه لدرجة أن الكل الآن يغلطه في تصرفاته وأفعاله.
ولكن ما الحل معه، وكيف الوصول إلى طريقة سليمة للتعامل معه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله تعالى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يصلح ولدك وأن يشرح صدره للذي هو خير، وأن يعينكم على مساعدته والوقوف معه، وألا يخيب ظنكم فيه، وأن يرد إليه عقله وصوابه، وأن يهديه صراطه المستقيم.
وبخصوص ما ورد برسالتك فأقول لك ولأسرتك: كان الله في عونكم، ومع شديد أسفي أقول بأن ولدكم ضحية تربية غير مكتملة في فترة الطفولة، فيبدو أن حضرتك كنت مشغولة بعملك وتركتيه إما لبعض الأقارب الذي بالغوا في تدليله، أو أنك كنت معه لفترات لم تكن كافية لإعطائه القدر الكافي من العناية والرعاية حتى وصل حاله إلى ما هو عليه الآن، ونفس الإهمال استمر خلال فترة المراهقة، وها أنتم تدفعون ثمن بعدكم عن المنزل وترككم له دونما عناية أو رعاية مناسبة حتى خرج بصورة غير مرضية، ولكن ماذا ينفع الندم الآن وقد فات الأوان، ورغم ذلك أرى أن تحاولوا مرة أخرى ومن جديد عرضه على أخصائي مثل الدكتور محمد بن فهد الثويني ومركزه الاستشاري، فهو متخصص في علاج مثل هذه المشكلات، لعل الله أن يعينه على مساعدة ولدكم -إن شاء الله-.
كما يمكنكم الاستعانة ببعض الصالحين من الشباب الملتزم، وحثهم على الاختلاط به والصبر عليه، واصطحابه في بعض الرحلات والأنشطة الدينية من محاضرات أو دروس أو غير ذلك من الوسائل الشرعية التي تساعد في تقوية الإيمان والاستقامة والسلوك.
وفوق ذلك عليكم أنتم بتغيير طريقتكم في التعامل معه، لعل وعسى أن يؤثر ذلك فيه، وأنصح بعدم طرده من المنزل حتى لا يزداد سوء، كما أنصح بالكف عن عتابه وتوبيخه وتأنيبه، والجلوس معه جلسات هادئة لمعرفة أسباب هذه التصرفات، ومساعدته في اتخاذ القرارات المناسبة، ولا تنسوا أهم سلاح وهو سلاح الدعاء، خاصة منك ومن والده؛ لأن دعاء الوالد لولده لا يرد، وأحذر من الدعاء عليه مهما كانت الأخطاء؛ لأنكم بذلك تزيدون من ضلاله وإفساده، ونسأله تبارك وتعالى ألا يخزيكم، وأن يوفقكم في مساعيكم، وأن يقر أعينكم بهدايته وصلاحه.
وبالله التوفيق.