السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أرجو قراءة هذا الرسالة بتمعن؛ لأنه ليس لدي غيركم بعد الله.
أنا شاب عمري 19 سنة، وطالب في المرحلة النهائية، عشت طول حياتي بشكل إيجابي، لا أفكر إلا في الأشياء المفيدة، اجتماعي وإيجابي، ولكن في الآونة الأخيرة بدأت تنتابني أفكار غريبة عندما أقرأ وأكمل دروسي، تظل تلازمني المواضيع التي قرأتها، وكأنه شريط سينمائي لا يتوقف أبدا، وعندما أقرأ أسماء فإنها تظل تتردد علي هذه الأسماء في ذاكرتي، وبالرغم من ذلك فقد عشت حياتي بشكل طبيعي على الرغم من الانزعاج من هذه الأفكار، وكلما زالت تلك الأفكار حلت محلها أخرى!
وقد قرأت في الإنترنت أن ما أعانيه يسمى وسواسا، وكنت كلما هممت بأن أتجاهله فإنه يظل يراودني حتى أصابني الخوف والقلق أثناء النوم، وأصابني الأرق والخوف من عودة تلك الأفكار!
لقد أصبحت عندما أقارن نفسي بالآخرين تهبط معنوياتي، وأشعر أني أختلف عنهم، فما هي مشكلتي؟ وهل هناك دواء يخلصني من هذه الأفكار لأعود طبيعيا كما كنت؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عباس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يا أخي الكريم: هذه وساوس، أفكار وسواسية، وهي تكثر في مثل سنك، ولكن إن شاء الله بالعزيمة والإصرار والعلاج سوف تختفي وتعيش حياة طبيعية.
هناك أدوية كثيرة تعالج الوسواس القهري، وطالما عندك مشكلة في النوم فيفضل أن تأخذ دواء يعرف بالسيرترالين 50 مليجرام، أو زوالفت أو لسترال 50 مليجرام ابدأ بنصف حبة ليلا لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وتحتاج إلى شهر ونصف حتى تبدأ هذه الأعراض الوسواسية في الاختفاء.
ومن ثم عليك مواصلة العلاج لفترة لا تقل عن 6 شهور حتى لا تعود الأعراض مرة أخرى، وبعد ذلك يجب عليك أن توقفه بالتدرج، بسحب ربع الجرعة كل أسبوع حتى تتوقف تماما، وعليك بمواصلة التجاهل والانشغال عن الأفكار الوسواسية بفعل أشياء أخرى، أو تحويل التفكير إلى شيء آخر، كلما تأتي هذه الأفكار حاول أن تفكر في شيء آخر، أشياء حصلت معك في الماضي، أشياء جميلة حصلت معك أو أشياء طيبة فعلتها، ومع العلاج بإذن الله سوف تختفي هذه الأفكار وتعود إلى حياتك الطبيعية..
وفقك الله وسدد خطاك.