السؤال
أنا مقيم في قطر، وطلبت من أهلي أن يبحثوا لي عن زوجة من بلدي، وفعلا اخترت فتاة رشحوها لي ليس عن قناعة كاملة ولكن لكوني لا أستطيع أن أزور بلدي إلا مرة كل سنة.
ولكن بعد ذلك قابلت فتاة أقرب ما تكون إلى ما يسمى فتاة أحلامي، شكلا وشخصية، ولكني لم أستطع أن أكسر بخاطر الفتاة الأولى التي اختارها لي أهلي وأتركها؛ فأتممت الزواج بها.
المشكلة أنني أشعر الآن بالتعاسة والحزن وأفكر بالفتاة الأخرى كثيرا، وبالنسبة للفتاة التي أصبحت زوجتي فإنني أعاملها بكل مودة واحترام ولكن مشاعري ليست معها، (اللهم هذه قسمتي فيما أملك، فلا تؤاخذني بما تملك ولا أملك) أرشدوني ماذا عساي أن أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إحسان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن الإنسان إذا أرتبط بفتاة مسلمة وكانت من اختيار أهله بحسب رغبته فما ينبغي أن يلتفت إلى غيرها ويحملق في وجوه الغاديات الرائحات، فنسأله تعالى أن يغنينا بحلاله عن الحرام.
وإذا كنت تعامل الفتاة الأولى بالمودة والرحمة فأنت بين خيارين إما أن تقطع علاقتك بالفتاة الثانية، وإما أن تتخذها زوجة ثانية كما أباحت ذلك شريعة الله، لكن استمرار الوضع على ما هو عليه لا يرضي الله، وقد يؤثر على سعادتكم مستقبلا.
فاتق الله في نفسك وفي أهلك واعلم أنك لا تعرف من الفتاة الأخرى إلا الجوانب الإيجابية أما الجوانب السلبية فأنت لا تعرف عنها شيئا، والعبرة ليست بالمظهر، واحرص على أن تستغفر من المخالفات السابقة، فإن من شؤم المعاصي أنها تزهد في الحلال وتحرم التوفيق والتمتع بالحلال، فإن العاصي قد يعاقبه الله فلا يجد للحلال طعما، وأرجو أن تعرف أن المرأة التي عندك معها مثل الذي مع الأخرى فكلهن نساء.
وقد أحسنت بمعاملتك لزوجتك باللطف والمودة وحذار أن تشعرها بما في نفسك فتكسر خاطرها وتعكر حياتها ولست مطالبا بفتح ملفاتك القديمة، واعلم أن البيوت لا تبنى على العواطف فقط ولكن على الإيمان والإخاء والرعاية ومصلحة العيال والرغبة في إيجاد الترابط بين القبائل والأجيال والتعاون على طاعة ذي الجلال.
واحرص على قطع صلاتك بالمرأة الأخرى وابتعد عن أماكن وجودها وتخلص من كل ما يذكرك بها، والجأ إلى الله فإنه يجيب من دعاه، واشغل نفسك بما خلقت لأجله.
والله ولي التوفيق والسداد!