طلبت من الله تعجيل جزاء المعاصي في الدنيا، وأصبحت لا أصبر عليه!

0 17

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندما كنت طفلا دعوت الله أن يكفر عني الذنوب والمعاصي في الدنيا قبل أن ألقاه، عندما كبرت وجدت شدة لا توصف في أثرها، فكلما ارتكبت ذنبا أتاني ردها في التو والحين، حتى أصبحت لا أقوى على ذلك، فأنا منهك جسميا ونفسيا، فأصبحت أتمنى الموت لكي أرتاح، وقد عرفت لاحقا أنه لا يجب علي أن أدعو بهكذا دعاء؛ لأنه لا يستطيع المرء أن يطيقه أو يتحمله.

سؤالي هو: هل هناك دعاء من الكتاب أو السنة أستطيع أن أدعو به لكي يخفف الله -عز وجل- عني، أو أن أقوم بشيء من الهدي لكي أرتاح؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم-، ونسأل الله أن ييسر أمرك، والجواب على ما ذكرت:
بداية إذا كنت بذلك الدعاء وأنت صغير فإن الله لا يؤاخذك ولا يحصل أي تعب أو مشقة.

ولكنك إذا كنت تدعو بهذا الدعاء بعد البلوغ، فهذا لا شك خطأ وقد ورد النهي عن هذا، فعن أنس، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-عاد رجلا من المسلمين قد خفت - ذهبت قوته - ، فصار مثل الفرخ - من الضعف - ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل كنت تدعو بشيء، أو تسأله إياه ؟ " قال : نعم، كنت أقول : اللهم، ما كنت معاقبي به في الآخرة، فعجله لي في الدنيا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سبحان الله لا تطيقه - أو لا تستطيعه - أفلا قلت : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ". قال : فدعا الله له فشفاه.رواه مسلم وفي رواية عند الترمذي "أما كنت تسأل ربك العافية ؟، ولهذا لا ينبغي أن تدعو بهذا الدعاء مرة أخرى، بل أسأل الله العافية، وإذا أذنبت فتب إلى الله تعالى، وأكثر من الإستغفار وادعو بالدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم للرجل "اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ".

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات