السؤال
السلام عليكم.
أعاني من الوسواس القهري منذ شهر، ودائما في خوف مستمر من الموت، وقلق وتوتر طوال الوقت، ولا أعلم كيف أمارس حياتي الطبيعية، ولا أعرف كيف أنام، فأنا أستيقظ على كوابيس، وتأتي لي نوبة هلع، وأريد أن أخرج خارج البيت، والآن أعاني أحيانا من ضيق في التنفس، وضيق وثقل في الجزء العلوي من الصدر والرقبة، وأحيانا ألم وثقل في جسمي، وفي كل مرة أشعر بألم في مكان مختلف، ولكن الشائع ثقل في الصدر والرقبة.
تعبت ولا أعلم ماذا أفعل، فهل أذهب للطبيب، أم هذا توتر نفسي، أم ما أشعر به مشكلة عضوية؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ ناديه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وحقيقة استشارتك ليست جسدية، هي استشارة نفسية مائة بالمائة.
أنت ذكرت أنه لديك وسواس قهري منذ شهر، أنا لا أعتقد أنه لديك وسواس، أنت لديك قلق المخاوف، وقلق المخاوف يؤدي إلى كل الأعراض التي ذكرتها، الأعراض النفسية وكذلك الأعراض الجسدية، التوتر الداخلي يؤدي إلى شعور بالضيق في القفص الصدري، مما ينتج عنه هذا الشعور بالضيق في التنفس، وكذلك الثقل، وبعض الناس يشتكون من الشعور بالوخز والألم في الصدر، وعضلات الرقبة أيضا من العضلات التي يحدث فيها انقباض نتيجة للتوتر النفسي، وهذا الانقباض العضلي يشعرك حقيقة بما تشعرين به، وكذلك الثقل الجسدي.
إذا التوترات النفسية الناتجة من قلق المخاوف أدت إلى توترات عضلية أثرت على عضلات الرقبة والصدر على وجه الخصوص.
الأمر ما دام منذ شهر فلابد أن يكون له سبب، هل أصبت بنوبة هرع؟ هل موضوع الحجر الصحي والكرونا أثر عليك؟ هل أصبت بشيء من الضجر؟ فلابد أن يكون هنالك سبب، إن كان الموضوع هو الكرونا فهذا أمر عام أصاب العالم كله، يجب على الناس ألا تتخوف منه، ولكنها تتحوط، تجلسين مع أسرتك، تتفاعلين معها تفاعلا إيجابيا، تديرين وقتك على أحسن ما يكون، تراجعين دروسك، تلاوة القرآن، الإنسان يمكن أن يقرأ جزئين أو ثلاثة بكل بساطة في اليوم، ويا حبذا لو أنشأتم حلقة داخل المنزل إن لم تكن موجودة، فهذا فيه تجمع ممتاز جدا لأعضاء الأسرة، ويجب أن تتجنبي الكتمان والسكوت والاحتقان، عبري عن ذاتك مع أفراد أسرتك، وصلاتك يجب أن تكون في وقتها، وعليك بالدعاء والذكر.
تمارين الاسترخاء تطبقيها بشدة شديدة، وإسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) يمكنك الاطلاع عليها واتباع إرشاداتها وتعليماتها، وكما أنه توجد عدة برامج على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، فأرجو أن تستفيدي من تمارين الاسترخاء على أفضل وجه.
أنا أعتقد أنك تحتاجين لدواء لفترة قصيرة، سوف يساعدك كثيرا. هنالك عقار بسيط موجود لديكم، وهو الـ (موتيفال)، يمكن أن تتناوليه بجرعة حبة واحدة ليلا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله، ويوجد خيار آخر دواء يسمى (فلوناكسول) بجرعة نصف مليجرام أيضا يوميا لمدة شهر، سيكون كافيا جدا.
وإذا لم تتحسن حالتك على الموتيفال أو الفلوناكسول في هذه الحالة قد تحتاجين لجرعة صغيرة من عقار (سبرالكس)، لكن إن طبقت التعليمات والإرشادات التي ذكرتها لك وبنيت قناعة حقيقية أنه ليس لديك مشكلة عضوية وليس لديك أيضا مشكلة نفسية، إنما هي مجرد ظاهرة بسيطة، وأنا أراها عارضة، وإن شاء الله سوف تنتهي تماما.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.