أعاني من متلازمة ما قبل الحيض، فما العلاج؟

0 21

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من متلازمة ما قبل الحيض، تعب، وإرهاق، لا أستطيع الصلاة بشكل جيد، وحتى العبادة أشعر بالنفور، وحالة نفسية سيئة، وكسل، وأهجر القرآن، ماذا أفعل؟ وهل سيحاسبني الله؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن متلازمة ما قبل الطمث هي حالة أو متلازمة تحتوي على أكثر من 150 عرضا، يمكن أن تحدث قبل نزول الطمث بوقت طويل أو قصير وقد تستمر خلاله، من ضمنها (الشعور بالحزن، العصبية، التوتر، الغضب، سرعة الانفعال، الصداع، انتفاخ الثدي، انتفاخ البطن، آلام البطن، آلام المفاصل، واضطرابات النوم، وغير ذلك...)، وقد يحدث منها عرض واحد فقط أو قد تجتمع عدة أعراض معا.

سبب هذه المتلازمة هو حدوث تغير في مستوى بعض الهرمونات ارتفاعا أو انخفاضا وذلك في الفترة التي تسبق الدورة.

وأكثر ما يؤثر هو ارتفاع مستوى هرمونات تسمى (البروستاغلاندينات)، هذا الارتفاع يحدث بشكل مؤقت وليس دائم ثم ينخفض بمجرد نزول الدورة.

وللتخفيف من الأعراض أنصحك بما يلي:
1- تعلم كيفية عمل تمارين الاسترخاء وممارستها في الفترة التي تسبق الدورة.
2- التعرض يوميا وفي الصباح لأشعة الشمس لمدة 20 دقيقة، مع ممارسة الرياضة بشكل يومي واختاري منها ما تحبينه مما لا يتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف وتقاليد مجتمعنا.
3- تناول الأطعمة الصحية مثل الخضار والفاكهة والبروتينات، مع التقليل أو الابتعاد عن السكريات البسيطة والدهون، وتفادي الأطعمة المعلبة والتي تحتوي على ملونات ومنكهات ومواد حافظة.
4- تقليل كل ما يحتوي على مادة xanthine والكافئيين مثل (الشاي، القهوة، المشروبات الغازية، الشكولاتة وغير ذلك… ).
5- تقليل المتناول من الملح وخاصة قبل موعد الدورة بأسبوع.

6- تناول حبوب المسكنات من نفس الفصيلة، فهذه الحبوب تعاكس عمل البروستاغلاندينات وتأثيراتها السيئة على الجسم، ويمكنك تناولها قبل الوقت الذي تبدأ فيه الأعراض بيوم والاستمرار في تناولها خلال فترة الحيض، فبهذه الطريق قد لا تحدث الأعراض وإن حدثت ستكون خفيفة -بإذن الله تعالى-.

إذا لم يحدث أي تحسن على كل ما سبق فهنا، وبما أن الأعراض عندك تؤثر سلبا على مسار حياتك بشكل كبير، فقد يكون من الضروري هنا البدء بتناول علاج دوائي من نوع مضادات الاكتئاب لكن يجب أن يتم ذلك تحت إشراف الطبيبة المختصة، لتحديد الجرعة المناسبة لك وللبدء بها بشكل متدرج.

وبالطبع -يا ابنتي- يجب المحافظة على الصلاة في أوقاتها حتى في حالات المرض، وعليك مجاهدة نفسك في هذا والاستعاذة قبلها من الشيطان الرجيم، فالصلاة هي مناجاة بين الإنسان وربه ويفترض أن تساعد في تحسين النفسية؛ لأنها تنشط مراكز معينة في الدماغ فتؤدي إلى إفراز هرمونات الرضا والسعادة، وهي لا تأخذ إلا بضع دقائق، وحاليا أصبح من المؤكد بأن ممارسة الاسترخاء والتأمل والتفكر يفيد كثيرا في علاج الاكتئاب وغيره من الحالات النفسية، وأصبحت معتمدة في علاج كثير من الحالات النفسية، والصلاة تجمع كل ذلك، ففيها استرخاء وتأمل وتفكر واستسلام ومناجاة.

وبالبطبع -يا ابنتي- إن حدث أي تقصير خارج عن إرادتك في ما اعتدت عليه من نوافل ومن قراءة القرآن فالله -عز وجل- لن يحاسبك على ذلك لكن يجب عدم التقصير في الفروض.

أسأل الله -عز وجل- أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات