هل المرض العضوي يسبب هلع الأماكن المفتوحة؟

0 32

السؤال

السلام عليكم.

أصابتني نوبة هلع لأول مرة، فذهبت إلى الطبيب، فشخص حالتي بتلبك معوي، فبدأت أخاف من الليل والظلام، قمت بعمل تحاليل، فاتضح وجود نسبة صفراء مرتفعة، وارتفاع أنزيمات الكبد، فبدأت في العلاج، وبعد شهر قمت بإعادة التحاليل، وكانت النتيجة سليمة، لكن استمر خوفي من الليل والظلام والأماكن الواسعة المفتوحة، ولكن بنسبة أقل من السابق، وأصبح لدي سرعة في دقات القلب، حتى في حالة السكون وبدون حركة.

الآن ازدادت الأعراض، وأصبح من الصعب الخروج للأماكن المفتوحة، فهل الخوف والهلع من الأماكن المفتوحة بسبب مرض عضوي كالقلب أو المخ، أم هو نفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كثير جدا من حالات القلق والتوترات والمخاوف والوساوس قد تحدث بعد الأمراض العضوية، خاصة الالتهابات الفيروسية، والذي اتضح لك أنك كنت تعاني من التهاب فيروسي في الكبد، وبعد ذلك نتج عنه الزيادة في قلق المخاوف الذي تحدثت عنه، وكما تفضلت يظهر أن شخصيتك أصلا لديها القابلية للخوف والوسوسة والقلق، ولا نعتبر هذا مرضا، هذا مجرد ظواهر.

إذا لا نقول أن الأمراض العضوية هي السبب في المخاوف، لكن قد تكون عاملا مرسبا أو مهيئا، يعني: الإنسان أصلا لديه القابلية للمخاوف، أو التوترات عند المواجهات، وحين يأتي المرض العضوي – أو الفيروسي على وجه الخصوص – يظهر بعد ذلك المرض إلى السطح، وأقصد بذلك القلق والخوف.

فإذا العلاقة هي على هذه الشاكلة، أن الذي يحدث أن الالتهابات العضوية على وجه الخصوص – تهيئ الإنسان الذي لديه أصلا استعداد للحالات النفسية، لكن لا نستطيع أن نقول أنها سبب مباشر.

أرجو – أيها الفاضل الكريم – أن تتجنب التجنب، بمعنى أن تواجه المواقف، أن تحقر فكرة الخوف، أن تكثر من التواصل الاجتماعي، هذه هي خطوط العلاج الرئيسية، والأنشطة الاجتماعية الجماعية دائما مفيدة، مثل صلاة الجماعة في المسجد، مثل ممارسة رياضة جماعية، تلبية الدعوات، هذه كلها مفيدة جدا، وأرجو أن تكون حريصا عليها، ولا تتعايش مع الخوف أبدا، الخوف يجب أن يعالج، ويجب أن يتخلص منه الإنسان، حتى لا يكون مهيمنا ومسيطرا ومستحوذا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات