السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 25 سنة، متعلمة والحمد لله، فتاة عادية جدا، منذ أن كان عمري 16 عاما وكباقي جميع الفتيات يتقدم لهم الخطاب، فقد كان الشخص المتقدم سواء من العائلة أو من معارفنا، فيكون الرفض إما لأني لم أقبل به، أو بسبب والدي، لكن أغلب الأسباب أن أمي كانت ترفض المطلق الذي لديه أولاد.
وعندما وصلت لعمر 24 سنة تعرفت من خلال مواقع التواصل التي تطرح مواضيع اجتماعية وثقافية على شاب خلوق ومحترم جدا ومثقف، يعني فيه كل الشروط التي تحلم بها أي بنت، لكنه مطلق وعنده ولدان يعيشان مع طليقته.
المشكلة أني تعلقت به كثيرا وأحببته، ويريد أن يتقدم لخطبتي، لكن لا أعرف كيف سأقنع والدي، خصوصا أمي، أنا أعرف أن كل شيء قضاء وقدر، لكن أتمناه قدري.
أرجو منكم أن تساعدوني في كيفية إقناع أمي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا ومرحبا بك -الأخت الفاضلة أسماء-، حفظك المولى.
مشكلتك كما طرحتها: رفض والدتك لهذا الخاطب كونه مطلقا ولديه طفلان، وطريقة التعارف بينكما كانت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
أقدر وأتفهم رغبتك بالزواج وتكوين أسرة، وهذا حقك الطبيعي والمشروع، كما أنه لتأخر الزواج حكمة لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى، والدنيا ابتلاءات، وقد يكون لتقصير بعمل ما، أو لمصلحة ما، فلا تكرهوا شيئا وهو خير لكن.
هل قمت بالاستخارة؟ فالاستخارة يا غاليتي مهمة قبل الإقدام على قرار الزواج ، وقرار الزواج هو من أصعب القرارات وأهمها على الإطلاق لكل فتاة.
عزيزتي أسماء: لم تخبرينا عن هذا الرجل، هل هو صاحب خلق ودين، وهذا معيار أساسي للقبول أو الرفض في الزواج، كما أن من حقك أن تعلمي الأسباب التي أدت إلى الطلاق، ومعرفة أسباب الطلاق أمر مهم؛ لأن هذه الأسباب قد تكون متعلقة بطبعه وخلقه أو بدينه مما يصعب عليك الارتباط، فهذه حياتك، وإذا كان لديك القدرة على التحكم بغيرتك من زوجته الأولى، وأن لا تؤثر على حياتك معه، وهل هو على استعداد أن يتحمل نفقة هذا الزواج؟ وهل يوجد تكافؤ اجتماعي بينكما؟ فلا تنسي أن الكفاءة مطلوبة في الشريعة، وخاصة أنك متعلمة!
وضعي في ذهنك أن يأتي الولدان ويسكنوا معك فلعلهم الآن في سن الحضانة، عندما يكبرون فمكانهم الطبيعي هو منزل والدهم المسؤول عنهم ماديا وتربويا، وهل بمقدورك أن تكوني لهم بمثابة الأم الثانية؟ وكيف هي علاقته بزوجته السابقة؟ وهل يقوم بزيارتهم؟ وهل هناك احتمال لعودته لها حفاظا على نفسية الأولاد؟ فهذه الأمور كلها تتطلب منك دراسة شاملة كاملة قبل أن تقدمي على هذا الزواج أو تقنعي والدتك، وأن لا يكون قبولك به للتخلص من العزوبية، وعليك أن تحرصي من الدخول في أمور أكثر تعقيدا.
وأنصحك غاليتي إذا وجدت فعلا بأن هذا هو الرجل المناسب لك، ولعلاج مشكلتك؛ لا بد من بذل جميع الأسباب التي يمكن أن تؤثر على قرار والدتك، ومنها توسيط أهل الخير، والاستعانة بأعمامك وكل من له تأثير على والدتك.
لقد قال عمر رضي الله عنه: "لو كشف الحجاب ما تمنى المسلم إلا ما حصل له"، فلا تيأسي وتوكلي على الله في اتخاذ الأسباب، وتأكدي أن الرحمن وزع بين الناس نعمه، فانظري إلى ما أنعم الله عليك واشكريه ليفرج كربك ويرزقك الزوج الصالح.
وبالله التوفيق.