ضميري يؤنبني لأني أخطات على امرأة فرفضت مسامحتي!

0 30

السؤال

السلام عليكم

كنت في السوق، وكان طفل مع أمه عمره سنتان يشاغب ويبكي كثيرا، كانت بجانبي امرأة شابة، وقالت بصوت مرتفع لو كان هذا ابني سأقوم بعضه حتى أشعر أن أسناني التقت مع بعضها، أنا لا أنجب أطفالا (الحمد لله على كل شيء)، صدمتني وأغضبتني، فقلت لها: "كيف يمكنك التفكير بهذا العنف تجاه طفل عمره سنتان فقط، حقا يلزمك مستشفى أمراض عقلية"، والعديد من الناس سمعوا جملتها وتدخلوا وهاجموها، وقالوا لها إن هذه ليست تربية، بل عنف، فاتجهت لي أنا فقط، وقالت: " أنا لن أسامحك لا دنيا ولا آخرة على هذه الجملة".

اعتذرت منها مرة ومرتين وثلاثا فلم تقبل، حتى أنني خرجت وراءها لأرضيها مرة رابعة، وصدتني، حاولت بشتى الطرق لتسامحني ورفضت، رغم أنني لست الوحيدة التي هاجمتها.

لم أنم ثلاثة أيام، ضميري يؤنبني كثيرا؛ لانني لم يسبق لأحد قال لي: "لن أسامحك لا دنيا ولا آخرة" خصوصا أني لا أعرفها، أنا لست من النوع الذي يؤذي أحدا، لكن عندما يتعلق الأمر بطفل صغير لم أتمالك أعصابي.

لا أعلم ما حكم مبادرتي بالصلح وهي لا تقبل، والآن لا أعلم من هي ولا أين تقطن، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ salma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا وسهلا بك في موقعنا، وأسأل الله أن يوفقك إلى كل خير، والجواب على ما ذكرت:

- لاشك أن رد فعلك على ما قالته تلك السيدة عن الطفل كان أمرا طبيعيا، ومن وجهة نظري بأنك لم تخطئي في حقها؛ لأنك أنكرت عليها قولها بأنها ستعض الطفل بهذه الشدة، وهي ولاشك تحتاج إلى طبيب نفسي للنظر في حالها، فلا داعي للقلق، فكلامك مجرد نصيحة ليس فيها ذم ولا قدح.

- ومن جانب آخر لو سلمنا أنك أخطأت في حقها، فأنت قد فعلت الواجب عليك شرعا، وهو الاعتذار منها ولعدة مرات، لكنها لم تقبل وأبت، فلا يلزمك الآن البحث عنها، ولا تكرار الاعتذار مرة أخرى، ولا داعي لتأنيب الضمير، فالأمر لا يستدعي ذلك، ولكن كلما تذكرت ما حدث فادعي لها بالمغفرة، وأن يرزقها الله الذرية الصالحة، وهذا كاف بإذن الله تعالى، والله رحيم بك لن يحاسبك على شيء ليس خطأ، ولو كان خطأ فقد بذلت وسعك.

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات