السؤال
أعاني من الارتجاف في يدي مؤخرا، والتوتر، إضافة إلى أنني أصبحت أصرخ على من حولي كثيرا، كنت أشاهد أفلام رعب في صغري، وأنا ليس لدي صديقة، ومند أن تخلى عني صديقي قمت بتكسير هاتفي، وقال لي: إنني حمقاء وهو دائما يفعل أشياء تثير غضبي.
أبي لم يساندني كباقي الأباء، دائما يتكلم أمامي عن أمي بسوء، وإخواني لا يحبونني، أنا الآن أشعر بالحزن، وأقوم بالبكاء كثيرا، وقد حاولت مسبقا الانتحار، فهل هذا مرض نفسي خطير؟ وكيف بإمكاني التحكم به؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يسرى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
في مثل عمرك عدم القدرة على التكيف النفسي موجودة، هنالك مشاكل هوية، مشاكل انتماء، الخوف من المستقبل، لذا تحدث هذه الفورات النفسية السلبية العاطفية والوجدانية، وفي حالتك طبعا الأسباب واضحة جدا.
مشاهدتك لأفلام الرعب في الصغر، هذه قطعا عززت لديك الخوف والتوتر وعدم الطمأنينة، وذكرت أن صديقك تخلى عنك، وأنت قمت بتكسير الهاتف، هذه كلها تفاعلات سلبية، وأنا حقيقة أنصحك بأن تسعي نحو التكيف، التكيف الإيجابي، أن تكوني شابة مسلمة متوازنة الوجدان، قوية الشخصية، تجتهدي في دراستك، تجتهدي في أمور عبادتك.
أمر الصداقة مع الجنس الآخر حقيقة أمر يجب ألا يكون، خاصة أنه ليس من المحارم – أي: الأب أو الأخ أو العم، أو الخال - وهو في دين الله لا يجوز إلا من خلال رابط شرعي وضوابط شرعية، نحن نقدر الأمور الوجدانية والعاطفية عند الناس، لكن علميا أثبت أن نوعية العلاقات ( المحرمة) لا خير فيها للإنسان أبدا، والدليل القاطع هو ما حدث لك.
الفتاة دائما تكون كيسة وتكون فطنة في موضوع علاقاتها، واسألي الله أن يرزقك الزوج الصالح مستقبلا، هذا هو الذي أنصحك به.
يجب أن تستمتعي بحياتك، أنت صغيرة في سنك، وما شاء الله هناك أيام طيبة آتية بالنسبة لك، علاقتك بوالدك لابد أن تتحسن حتى وإن كان من وجهة نظرك أنه دائما يتكلم عن والدتك بسوء، لابد أن تأخذي المبادرات الإيجابية معه، لا بد أن تشعريه بحبك واحترامك وبرك له، هذا سيجعله حقيقة يتغاضى تماما عن الكلام عن والدتك بسوء، وحاولي بقدر المستطاع أن تكوني أنت حمامة السلام بين الوالدين، بأن تبدي حبك المسامي لهما، والتقدير، والاحترام، والبر.
كلامك أن إخوانك لا يحبونك: هذا شيء غريب بعض الشيء، هذا يجعلني أتساءل هل هنالك خلل في علاقتك بهم؟ لابد أن تسألي نفسك هذا السؤال.
أنا لا أريد أن أضع عليك أي لوم، لكن حقيقة دائما من يشعر أنه غير محبوب من الآخرين يجب أن يراجع نفسه ويراجع تصرفاته، فأرجو أن تكوني ذات علاقة طيبة بإخوتك، ومهما كان توجههم نحوك أنا أعتقد أن الأمور ستسير بصورة إيجابية جدا فيما يتعلق بعلاقاتك الاجتماعية.
محاولة الانتحار: طبعا هذا أمر سخيف، أمر مؤلم جدا، وهذا طريق خطر جدا حقيقة، أنا أحذر الشباب من هذا المنحنى. نحن مسلمون والحياة طيبة، وقتل النفس إثم عظيم ولا شك في ذلك، ومجرد محاولة إيذاء النفس أيضا فيه إثم، وأمر غير مقبول.
الحياة طيبة، وخلاصة الأمر: يجب أن تكوني إيجابية في تفكيرك، أن تبني علاقات إيجابية، أن تجتهدي في دراستك، أن تحسني إدارة وقتك، أن تبني علاقات طيبة مع والديك ومع إخوتك، وأن ترسمي خارطة مشرقة لمستقبلك، وتضعي الآليات التي توصلك إلى مبتغاك.
احرصي على الصلاة في وقتها، والدعاء، وقراءة القرآن والذكر على الدواء، هذا فيه دعم نفسي كبير بالنسبة لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.