السؤال
السلام عليكم
زوجي رجل يمدحه ويحبه الجميع، ذو قلب حنون، تزوجته باختياره ورغبته منذ خمس سنوات تقريبا، حملت منه مرتين -وللأسف- لم يتم الحمل.
يهتم لشكلي ولون شعري وطريقة لبسي، عنده صفات معينة يريد أن يراها في شخصي، لكنني لست من النساء اللاتي يهتمن بلبسهن ومتابعة تطورات الموضة، بالنسبة له هذا هو عز طلبه، أن أنفذ رغبته في لون أو تسريحة لشعري.
أنا امرأة ناجحة في حياتي العملية والمنزلية والزوجية، خاصة في المطبخ وهذا ما يتمناه الرجل، مشكلتي هي أنه لا يطلبني للفراش إلا قليلا، وأنا المبادرة لذلك، مع أنني أعلم أنه يحبني.
في الآونة الأخيرة أصبح يمدح زميلته بالعمل، مع أنه لا يمدحني إلا قليلا، اجتمعت كل هذه المكبوتات عندي وأصبح هناك هاجسا أمامي يدفعني إلى طلب الفراق، ليعيش حياته مع التي يتمناها، وأذهب لحالي لعلي أجد من يهتم بي ويحس بأنوثتي، أو أن أكمل بقية حياتي في سلام طائعة وعابدة لرب العالمين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونحيي تميزك في حياتك العملية والمنزلية والزوجية، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لك مع زوجك السعادة والآمال.
فرحنا جدا لمدحك لزوجك الذي يحبه الجميع، ونتمنى أن يسمع منك أيضا هذا المدح وهذا الثناء، ونؤكد لك أن اهتمامك بمظهرك من الأمور الأساسية، فما كل الرجال الطريق إلى قلبه يمر عبر بطنه، وكونك تجيدين الطبخ فهذا رائع جدا، ولكنه جزء من الأمور التي يرغب فيها الرجال، فكوني مطواعة لزوجك، واهتمي بما يهتم به، خاصة في هذا الجانب الذي له علاقة حتى بالعلاقة الخاصة التي تتكلمين عن قلتها وقلة الطلب، فبادري بتنفيذ هذه الأشياء التي يرغب فيها طالما هو الذي سيتولى توفير المستلزمات من كريمات ونحوها، حتى تقومي بتنفيذ رغباته، وهذا جانب أيضا من الأهمية بمكان، بل هو من الأهداف الأساسية للعلاقة الزوجية التي تحقق لكل طرف العفاف، وهو من الأمور التي ينبغي أن تهتم بها الزوجة غاية الاهتمام، وعليه أن يثني عليك إذا تزينت واهتممت ولبيت له هذه الطلبات.
أما بالنسبة لذكره ومدحه للزميلة فهذا الأمر مرفوض شرعا ومرفوض عرفا، وهو محتاج إلى تنبيه، ونتمنى أن يتواصل معنا حتى يسمع التوجيهات المفيدة من طرف محايد، ولكن هذا الذي يحدث منه ما ينبغي أن تصلي معه إلى طلب الفراق وطلب الطلاق، خاصة مع هذا الزوج الذي تؤكدين أنه يحبك، وأن فيه من الميزات الجميلة الكثير والكثير.
نؤكد أن المقارنة سالبة وظالمة وخطأ في كل الأحوال، فمن الخطأ أن تقارن الزوجة زوجها بغيره، حتى لو كان عما أو خالا لها، ومن الخطأ جدا أن يقارن الزوج زوجته بأخرى، أو يتكلم عن أخريات يمدحهن في حضورها وأمامها، فإن ذلك يكسر خاطرها ويجرح مشاعرها، لكن أنت -ولله الحمد- عاقلة، وفوق هذه الأمور، وهذا الخطأ الذي يحدث منه ما ينبغي أن تصلي معه إلى هذا الإحساس السالب لدرجة أنك تطالبي ترك الحياة، هي حياة نعتقد أن فيها كثير جدا من النجاحات والتفاهم والتوافق، وهذا العيب -إن شاء الله- من السهل جدا أن يتخلص منه، رعاية لمشاعرك، وأنت أيضا اهتمي بما يطلب، واهتمي بمشاعره، وأحسني وإن قصر، فإن الحياة الزوجية عبادة لرب البرية، وتقصير الزوج لا يبيح للزوجة التقصير، كما أن تقصير الزوجة لا يبيح للزوج التقصير، لأننا دائما نقول: الذي يحاسب والذي يجازي هو الله، وأن خير الأزواج عند الله -تبارك وتعالى- خيرهم لصاحبه.
والإحساس بالأنوثة لهذه المعاني أنت من تستطيع فعل هذا، خاصة بالاهتمام بأمر التزين، ونحن نرفض عبارة (أنا لست من النساء اللائي يهتممن بأنفسهن)، بل في هذا الزمان يجب أن تهتم المرأة بنفسها، وأن تهتم المرأة بزينتها؛ لأن اهتمامها بنفسها يجبر زوجها للاهتمام بها، واهتمامها بتزينها والمبالغة في إظهار مفاتنها من أحسن ما يحقق لها ولزوجها العفاف، نحن في زمن -والعياذ بالله- تخرج الموظفات والنساء في الشوارع والطرقات والأسواق بعضهن في كامل زينتهن، كأنهن في ليلة عرسهن، ونجد الزوجة الجميلة التي اختارها زوجها تقصر في زينتها، ولا تتفنن في إظهار مفاتنها، وهذا الأمر من الخطورة، ولذلك نتمنى أن تهتمي أنت، بل توصي زميلاتك وأخواتك أن تهتم كل واحدة بنفسها وزينتها وتسريحة شعرها، والأوفق في ذلك أن يكون ما يوافق رغبة الرجل؛ لأن المرأة أصلا تتزين لزوجها، وتبالغ في التزين له، وهو وحده الذي يحق له أن يرى زينتها ومجالها ويراها في أكمل الصورة، كما أن على الزوج أن يهتم بزينته ويتزين لزوجته.
نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يفقهنا في الدين، وأن يفقهنا أيضا فيما يتعلق بالحياة الأسرية، وهي من الدين.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بالتمسك بهذه الحياة الزوجية، وعدم الوقوف أمام هذه السلبيات؛ لأنها صغيرة إذا وضعت بجوار الإيجابيات، وإذا وضعت بجوار حياة نعتقد أنها ناجحة وتقوم على الحب من زوج حنون وذو قلب طيب وممدوح بين الناس، هذا دليل على أن فيه التميز الكثير، وأنت كذلك متميزة، فاهتمي بنفسك، واهتمي بزوجك، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يرزقكم من فضله، وأن يؤلف القلوب ويغفر لنا ولكم الزلات والذنوب.