السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 33 عاما، ولدي طفلان، مشكلتي أن زوجتي مشغولة دائما بالأولاد والمذاكرة (وبالذات المذاكرة) فعندما أدخل البيت بعد العمل وحتى أنام وزوجتي تذاكر لابني الكبير، وأنا أجلس وحيدا أو ألعب مع ابني الصغير حتى لا يضايق أخاه الكبير، فلا أستطيع القراءة مثلا أو عمل أي شيء.
والمشكلة الأساسية أن زوجتي لم تعد تهتم بي، فلا تتذكرني إلا بين الحين والآخر، وإذا تذكرتني فهي تقول لي أن أزعق للأولاد.
لي صديقان لهم نفس المشكلة، وقد لجئوا إلى الزواج من أخرى حتى يستمتعوا بحياتهم ولو لساعات كل أسبوع، ولكنهم تزوجوا عرفيا (بشهادة شاهدين وكتابة ورقة بهذا الزواج)، ويقولون لي أنهم ارتاحوا جدا بعد هذا الزواج حتى مع زوجتهم الأولى، فهل أفعل ذلك، ويعلم الله أني لم أرتكب أي معصية من هذه الزاوية، ولكني أحس أني وحيد، فهل ذلك حلال أم حرام، وإذا كان حرام فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع؛ ونسأله جل وعلا أن يصلح لك زوجك، وأن يديم بينكما المحبة والوئام، وأن يجعل بيتكم بيت عز وسعادة واستقرار، وأن يهديكم ويصلح بالكم، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأرى أن الأمر يحتاج منك إلى قدر من الكياسة والحكمة؛ حتى تتمكن من مساعدة زوجتك في فهم دورها ورسالتها وقيامها بواجبها الشرعي تجاهك؛ لأن تصرفاتها هذه تدل على عدم فهمها لدورها الحقيقي في الحياة الزوجية، إذ أنه من المعلوم لدى أي امرأة عاقلة أن رضا زوجها وإسعاده هو الهدف الأول للحياة الأسرية، ويأتي بعده الاهتمام بالأولاد.
فهذه الزوجة تحتاج إلى إعادة تأهيل وتوعية بوظيفتها الأساسية، ولذا عليك بالآتي:
1- اجلس معها جلسات خاصة بعد نوم الأولاد، أو بعيدا عنهم، واشرح لها وبين مدى تقصيرها في حقك، وما هو شعورك الحالي، وما الذي يمكن أن يترتب على ذلك.
2- لا مانع من الاستعانة بأي طرف منكم لبيان ذلك لها بصوت أقوى وأوضح.
3- هناك عشرات الكتب والكتيبات التي تتحدث عن دور المرأة في الأسرة وإسعاد زوجها، وهي كتب متوفرة في كل المكتبات خاصة الإسلامية بعناوين مختلفة وأسعار معقولة، يمكنك بتوفيرها مساعدة زوجتك في القيام بوظيفتها وأداء واجبها الشرعي نحوك.
4- اعرض عليها بأنها إذا لم تقم بدورها وواجبها نحوك وتترك هذا الإهمال أنك قد تفكر في الزواج وأنك جاد في ذلك.
5- إذا لم يجد هذا كله ولم يتحسن أداء زوجتك فأرى أن تتوكل على الله وأن تبحث لك عن زوجة أخرى ترضى بظروفك وتعوضك عن دور زوجتك، وتعطيك حقك الشرعي من الاهتمام والعناية والتقدير، ولكن المهم أن يكون ذلك بعد استنفاد جميع الوسائل المذكورة أو غيرها؛ لأن صيانة البيت ضرورة حتمية لنا جميعا، ولا مانع أن يكون هذا الزواج سرا عن زوجتك، فلا تقم به وهذا جائز شرعا؛ بشرط أن يكون هذا الزواج شرعيا، ولابد فيه من ولي للمرأة واثنان من الشهود، وغير ذلك من مستلزمات الزواج الشرعي لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل).
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والاستقرار الأسري، والسعادة في الدنيا والآخرة، وبالله التوفيق.