السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة مخطوبة منذ سنة ونصف من ابن عمي، عندما تقدم لي كنت أعرفه معرفة سطحية فقط، فاستخرت ووافقت به، وفي البداية كان يعاملني معاملة جيدة، وبعد شهرين من الخطوبة بدأت في العمل، وكان يكثر الاتصالات ولا يحترم وقتي وعملي، وكنت دائما أشعر بالإحراج من كثرة المكالمات أمام زملائي.
تحدثت معه كثيرا، لكن دون جدوى وأني لا أفضل المكالمات الكثيرة بيننا، وأيضا عندما نتفق على شيء لتجهيزه للمنزل أو للعرس يغير ما اتفقنا عليه دون علمي، ودون مشاورتي، وهذا ما جعلني أفقد ثقتي به، وأني سأكون بعد الزواج من دون دور في حياته، وأيضا أمي وإخوتي دائما ما يتحدثون عنه وأهله بسبب خلافات بين الأهل، وأشعر أنهم غير متقبلين زواجي منه.
أنا في حالة استخارة دائمة، وأخاف إذا فسخت الخطوبة أن يغضب والدي مني أو أن تحدث مشاكل وخلافات بين الأهل، أنا أعيش في صراع مع نفسي كل يوم، ولم أتذوق سعادة الخطوبة، والإقبال على الزواج حتى الآن، وأدعو الله أن يدبر لي الخير أين ما كان، مع العلم أن خطيبي محافظ على صلاته، وعباداته، ولكنه ضيق الخلق وسريع الانفعال.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال وحسن العرض للاستشارة، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يجمع بينك وبين ابن عمك في الحلال، وأن يحقق لكم السعادة والآمال.
لا شك أن ابن العم بأرفع المنازل، وهو الذي طرق الباب وتقدم ورضيك وقبلت به، والحمد لله أشرت إلى أنه محافظ على صلواته وعلى عباداته، وهذا مطلب غال وعزيز، رغم انزعاجك مما يحصل من كثرة اتصالاته التي تدل غالبا على شوقه إليك وعلى اهتمامه بك، وإن كنا أيضا نؤيد فكرة تنظيم هذه الاتصالات، وجعلها في حدود المعقول.
أما مسألة الاختلاف على بعض التجهيزات، فأرجو ألا تأخذ أكبر من حجمها، فمثل ما أنت تتأثرين بأسرتك هو أيضا ربما هناك مؤثرات ومقترحات أخرى تدخل عليه في حياته، وأرجو ألا يكون هذا سببا في أن تفقدي ثقتك به أو في نفسك، ولكن دائما لما تكون مرحلة الخطوبة فيها هذه التجاذبات، فهنا قد تأتي اقتراحات، وأنت هنا تأتين بوجهة نظر، والتدخلات الآن لها فرصة كبيرة بكل أسف، ولكن عندما تكونون تحت سقف واحد الأمور ستتضح، وعندما تجلسين معه أرجو أن تؤكدي على القضايا الأساسية، لا تقفي عند مثل هذه الأمور، فهو ملزم بأن يجهز لك التجهيزات المناسبة.
وقد أشرت إلى وجود خلافات بين الأهل، وهذه بلا شك أحيانا تلقي بظلالها على مثل هذه العلاقة، ولكن دورنا ودور الشباب المتعلم كبير جدا في تجاوز مثل هذه الإحن والخلافات التي تنعكس سلبا على العلاقة بين الخاطب ومخطوبته، بل حتى بين الزوج وزوجته، ولكن أرجو أن تنظري للأمور بعمق، ولا تستعجلي في فسخ الخطوبة، فرضا الوالد أيضا مهم، وكلمة الرجل والوالد أيضا هي الكلمة الأساسية في مثل هذه الأمور، وأرجو ألا تتأثري بالنزاعات التي تحدث بين الأهل.
وأيضا احرصي على أن يكون التفاهم بينكم في وقت هادئ وبأسلوب جميل، طالما وجدت الأشياء الأساسية – وهي الصلاة والعبادة – وأيضا مسألة الأخلاق وسرعة الانفعال قطعا هذه سلبيات، لكن من الذي ما ساء قط، ومن الذي له الحسنى فقط؟!
فينبغي أن تتذكري أن الرجال والنساء بشر، وأن النقص يطاردنا، وطوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته، وهذا الأمر مطلوب من الطرفين، كل طرف عليه أن يعظم الإيجابيات ويفرح بها ويشكر الله عليها ويضخمها، ثم يحاول أن يعالج السلبيات، فإن عجز فعليه أن يتكيف معها ويتأقلم معها، فستنغمر عند ذلك في بحور الحسنات الكثيرة.
نسأل الله أن يجمع بينكما على الخير، وأن يعينكم على تجاوز هذه المرحلة، التي لا نريد أن تطول، ننصح دائما أن تكون فترة الخطبة قصيرة، وبعد ذلك عندما تكونين مع زوجك سيسهل عليكم إدارة البيت والتفاهم في كثير من الأمور، ونتشرف وقتها أيضا بتواصلك مع الموقع، لمزيد من التوجيهات المناسبة لتلك المرحلة.
وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وفقك الله وسدد خطاك.