السؤال
السلام عليكم.
عمري 26 سنة، ومتزوجة منذ 6 سنوات، وعندي طفلان، لم أحب زوجي أبدا، ولم أرد الزواج به، ولكني استخرت كثيرا أيام الخطوبة وقبل الفرح، وكلما استخرت، كان الله ييسر لنا ويطمئن قلبي، وظللت أحاول وأجتهد لأن أكون زوجة مثالية، لكن نفسيتي تعبت، فأنا شخصية طموحة، انطوائية، مثقفة، وأحب القراءة والتعلم جدا، ولكن زوجي عكسي تماما، ولا تجمعنا نقاط مشتركة، لا زلت أحترمه لإيجابياته، لكني لا أحبه، أحاول أن أحبه وأدعو الله أن يقرب قلوبنا، وأن يحببنا في بعض، لكني لا أطيق وجوده، حتى نظام نومنا وأكلنا وحياتنا كلها مختلفة.
عانيت كثيرا كي أجد نقطة وسط تجمعنا، لكني لا أريد أن أعيش بقناع مدى الحياة، أريده أن يفهمني ويتقبلني كما أنا، ومنذ حوالي سنة، وصل بي الحال أني أخبرته أني لا أستطيع أن أعيش هكذا، فإما نحل مشاكلنا أو أن ننهي الزواج، فأرشدني بعض المعارف أن أذهب لأخصائية نفسية.
فعلا ذهبت وأخبرتني أن عندي حق أن تكون نفسيتي متحطمة هكذا، وقالت أن أحد أسباب المشكلة قد تكون صغر سن زوجي، الذي يبلغ من العمر 29 حاليا، وأخبرتني أن المشكلة لن تحل إلا إذا جئت به إليها، لكنه يأبى بشدة، ولم نحل جذور المشكلات حتى الآن، فماذا أفعل؟
حلمي أن أتزوج شخصا يصلي معي ركعتين في جوف الليل، ويأكل أكلا صحيا، ويمارس الرياضة، ويكون شخصا طموحا، يبحث عن العلم ويحترمه، أريد شخصا ذا إرادة قوية وإحساس بالمسؤولية، أريد شخصا ذا ذكاء عاطفي، ماذا تنصحني به؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هداية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم السعادة والآمال، ونشكر لك هذه الاستشارة التي تدل على وعي ونضج، وندعوك إلى أن تصبري على هذا الزوج، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم السعادة والآمال.
نذكرك بوصية عمر رضي الله عنه: (ما كل البيوت تبنى على الحب)، ولكن تبنى على العلاقات وعلى أخوة الإيمان، وعلى رعاية الأطفال، وعلى رعاية الروابط، وهذه أمور ينبغي أن تصطحبيها في حياتك، وأسعدنا أنك تحترمي زوجك لإيجابياته، هذا يعني أن عنده إيجابيات، وإن كانت هذه الإيجابيات – كما ظهر من السؤال – في اتجاه وطريق مختلف عما عندك من إيجابيات.
وأسعدنا جدا حرصك على البحث عن قواسم مشتركة، وننصحك بأن يستمر هذا البحث، وأن تكرري المحاولات، حتى تصلوا -ولابد أن تصلوا – إلى نقاط مشتركة، فكلما زادت القواسم المشتركة حدث القرب. وإذا كان زوجك لا يريد أن يذهب لهذه الأخصائية وكان هناك أخصائي يمكن أن يذهب إليه فلا مانع، ونشرف جدا بأن يتواصل معنا في الموقع، حتى نستمع لما عنده، شجعيه على أن يكتب إلينا، أو اكتبوا استشارة مشتركة، يعرض ما عنده، حتى نناقشكم وتلتزموا بما يصل إليكم من التوجيهات.
ونؤكد لك أن هذا الزواج الذي دخلت فيه باستخارة وشعرت وقتها بالطمأنينة في قلبك لهذا الزواج، والذي نتج عنه أطفال – نسأل الله أن يحفظهم ويحفظكم – إن شاء الله يمكن أن تتعدل الأمور وتستقيم بينكما الحياة، إذا استمريت أنت في هذه الإيجابية وتكرار المحاولات، ووجد الزوج أيضا من يشجعه ومن يعينه، ونتمنى أيضا وأنت بهذا الفهم أن تنظري إلى إيجابياته، وترصديها، وتضخميها، وتظهري الفرح بها، وتشكري الله عليها، حتى تنالوا بشكركم لربنا المزيد.
ثم بعد ذلك ناقشي زوجك في أمور تحقق المصلحة لكم كأسرة، ونؤكد لك أن كثيرا من الزوجات أكثر إيجابية على الأزواج، فالمرأة صاحبة تأثير كبير.
لا نملك إلا أن نشكر هذا الطموح العالي عندك، فأنت تحلمين بزوج يصلي معك ركعتين في جوف الليل، ويأكل أكلا صحيا، ويمارس الرياضة، وهذه معاني جميلة فعلا، لكن نتمنى أن تصلي إليه أيضا بنفس الجمال، مغلفة بالحب والمشاعر النبيلة، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية.