عندي مشكلة في التعامل مع أصحاب المناصب ولا أحب الخضوع لهم

0 28

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندي مشكلة في التعامل مع عمال المحلات، يستفزونني بشكل كبير، والاستفزاز غالبا يكون عن طريق لغة الجسد، مثلا عدم استلام المال من اليد إلى اليد إنما رمية على الطاولة، أو رفع الصوت، أو عندما أدفع المال وأريد استلام المال من الكاشير لا يمد يده إنما يرغب أن أمد يدي وهو ثابت مكانه، أتساءل ما سبب هذا التصرف؟ والمشكلة أني أجعل الشخص متوترا عن طريق التحديق فيه لمدة طويلة، وعلامات أخرى من علامات السيطرة أو الهيمنة.

الموضوع بصورة أوضح أن عندي مشكلة مع الخضوع والسيطرة، لا أريد أن أكون شخصا خاضعا من أية ناحية، وأعتقد أنها مرتبطة بالوالد، لأن أي شخص بمكان السيطرة مثل: المدير، المحاضر، المدرب، أشعر بعدم الراحة في التعامل معهم، لغتي الجسدية دائما تتحدى أصحاب السلطة، لا أعلم إن كنت أريد أن أحل المشكلة أو لا؟

إذا كانت المشكلة سوف تحفزني إلى الصعود إلى سلم القوة والسيطرة فأهلا وسهلا، أما إذا كانت المشكلة سوف تصعب صعودي فيجب حلها، فما رأيكم في المشكلة؟ هل يجب إصلاح المشكلة؟ وما هي الطريقة الصحيحة؟

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن يوميا نتعامل مع شتى أصناف البشر، بدء من الأمي إلى المتعلم سواء كان طبيبا، معلما، محاسبا، مهندسا، ونواجه ضغوطات حياتية يومية بسبب هذا التعامل، لأن الله خلق لكل منا تفكيرا مختلف عن الآخر، فتفكيرك أنت يختلف عن تفكير أبيك، وزمن أبيك يختلف حتما عن زمانك فلكل زمان مشكلاته التي يختلف فيها عن زمان آخر.

إن تحسسك من موضوع تأخر البائع في إعطائك النقود قد يجر عليك مشكلات أنت في غنى عنها، وبإمكانك تجنب هذه المشكلات إذا أخذت بالاعتبار:

1- أن البائع يوميا يتعامل مع العشرات غيري، إذا هو لا يقصدني أنا بالذات.
2- هذا سلوك "بعض" البائعين في المحلات التجارية، فهؤلاء بسبب الضغط اليومي وساعات العمل الطويلة، ينتابهم مشاعر الملل والضجر، ويصبحون غير مبالين كثيرا بنفسية من يقابلهم وفي ما أنه سوف يتحسس أم لا.

3- إن اتباع تعليمات المحاضر أو المدرب أو المدير لا يعني الخضوع نهائيا، فأنت لو قدر لك أن تصبح محاضرا في جامعة أو مديرا لدائرة لن يعجبك أبدا أن الموظفين لا يتبعون تعليماتك والقوانين واللوائح، فهذا أمر بديهي لكي تسير الأمور كما ينبغي.

4- الخضوع ليس كما تصوره أنت، الخضوع يأتي عندما يجبرك شخص على القيام بشيء رغما عنك، وهذا الشيء يتنافى مع كل القوانين والقواعد واللوائح الوظيفية والأعراف والتقاليد، ولكن ما يحدث معك بالنسبة للبائعين وتصرفاتهم لا يسمى خضوعا، أو أنهم يحاولون إخضاعك لأمر ما.

5- حاول أن تقلل من حساسيتك بالتدريج، من خلال أن تأخذ الموضوع بكل مرونة وسهولة، ولا تتوتر عند "الكاشير" ولا تحاول أن تؤخر تقديم النقود لكي يمد المحاسب يده، كرر ذلك في كل مرة، ستجد أن الأمر أبسط مما تتصور، وأنه لم يكن يعني الخضوع نهائيا.
6- لغة الجسد التي تستعملها مع الآخرين للدلالة على الهيمنة والسلطة لن تجدي نفعا، فالكبرياء يختلف عن بسط الهيمنة والسيطرة، والكبرياء بالعقل وليس بالجسد.

7- اتبع طريقة "التفكير العقلاني" فالمشكلات النفسية لا تنجم عن الأحداث والظروف بحد ذاتها وإنما عن تفسير الفرد وتقييمه لتلك الأحداث والظروف. بمعنى أنت تفسر سلوك البائعين على أنه موجه لك وأنهم يقصدون فرض سيطرتهم، هنا، عليك التخلص من هذه الأفكار بالتدريج من خلال التعامل كما ينبغي للموقف أن يكون، فالموقف كله بيع وشراء ليس أكثر.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات