السؤال
السلام عليكم.
اتفق والدي مع خالي على خطبة ابنته لي (عمرها 18 سنة) ولكن بموافقتها، وستكون سرية، وبعد ذلك سنقوم بحفل الخطبة جهرا لكي لا يتقدم أي شخص لخطبتها، المهم بدأت أتحدث مع خطيبتي عبر الهاتف لمدة 5 أشهر وهنا تعلقت بها كثيرا، بعد ذلك قررت الانفصال عني بدعوى أنها لا تحبني فانصدمت بهذا القرار.
وبدأت أسألها عن سبب محاولة الانفصال عني، لم تستطع إجابتي إلا بعد الضغط عليها وإزعاجها باتصالاتي، فاعترفت بأنها كانت تتحدث مع شخص آخر (تقريبا شهرين)، فقلت لها بما أنك لا تحبينني فأنا موافق على الانفصال، يجب علينا إخبار عائلتنا.
اتصل بنا خالي للحديث عن الموضوع في منزله، وقال لي: لماذا تريد فسخ الخطبة؟ قلت له هي التي طلبت الانفصال (لم أستطع إخباره بحقيقة ابنته التي كانت تتحدث مع شخص آخر دون علمي)، وبما أنها لم تعد ترتاح معي فأنا أقبل الانفصال، وإذا به يقول بأن خطيبتي لا تريد الانفصال، وهي لا تزال تحبني، بصراحة في هذه اللحظة لم أستطع الإجابة، هنا أيقنت أنه تم إرغامها بالقوة.
تركني خالي معها وحدي لنتحدث مع خطيبتي، فطلبت مني أن أسامحها وأن نبدأ صفحة جديدة ووعدتني بأنها لن تتصل به مرة ثانية.
بعد الاحتفال بخطبتنا وتحديد تاريخ الزفاف بصراحة لم أعد أثق بها كما كنت من قبل، ودائما يراودني ما فعلته بي، لم أستطع نسيان ما حدث لي، ففي بعض الأحيان لا أنام.
سؤالي: هل من الممكن أن يحدث الحب بعد الزواج؟ وهل من نصائح وإرشادات؟ أرجو مساعدتي.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ismail حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
سبق أن أجبتك على استشارتك، ولكن يبدو أنه حصل تطور في القضية، وعليه أقول مرة أخرى إن مشروع الزواج ليس مؤقتا بل الأصل فيه الديمومة، وهذه الفتاة يجب أن يكون قرارك واضحا معها، فكلامها مع ذلك الرجل لا يعني أن تبقى تشك بها على سبيل الدوام، وكونها أجبرت على الزواج بك لا يعني أنها ستبقى طيلة حياتها لا تحبك، ولكن عليك أن تتكلم معها بصراحة ووضوح، فتقول لها إن والدك كان اتصل بي وسألني لماذا تريد فسخ الخطبة؟ فكان ردي إن ابنتك هي من أراد ذلك، ولم أخبره بأنك كنت تتكلمين مع شاب طيلة شهرين، وسترتك حتى لا أضر بسمعتك، وحتى لا تتغير نظرة والدك إليك، والآن أنا أتكلم معك بكل وضوح وصراحة فإن كنت مجبرة ولا تحبينني وستظلين تتواصلين مع ذلك الرجل فأخبريني لأننا إلى الآن لا زلنا في بداية الطريق، ويمكن أن يمضي كل طرف في طريقة، وهذا أفضل من أن أكتشف أشياء بعد الزواج فيؤدي إلى طلاقك، إن كان كلامها إيجابيا، ورأيت منها الصدق فامض على بركة الله تعالى، وإن كان كلامها سلبيا أو أحسست من كلامها أنها لا تبادلك المشاعر فلا تقدم على إكمال الطريق.
وأنصحك أن تصلي صلاة الاستخارة، وتدعو بالدعاء المأثور، فإن إيكال الأمر لله ليختار لك ما يصلحك خير لك من اختيارك، فإن سارت الأمور كما تحب فهذا يعني أن الله اختارها لتكون زوجة لك، وإن تعثرت الأمور ووصلتم إلى طريق مسدود فهذا يعني أن الله صرفها عنك، وأما هل يمكن أن يحدث الحب بعد الزواج فنعم، يمكن أن يحدث لأن الله تعالى قال في كتابه الكريم: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)، فالمودة والرحمة تحدث بمجرد كتابة العقد، وأنت إلى الآن لم تزل خاطبا، والعلاقة الحميمية توطد المحبة وتعمقها، والأبناء كذلك يزيدون العلاقة قوة ومتانة.
عليك بالتضرع بالدعاء بين يدي الله وأنت ساجد، وتحين أوقات الإجابة وسل ربك أن ييسر لك الخير حيث كان، وأن يصرف عنك الشر، ولا تسمح للوساوس والشكوك أن تستولي على عقلك، وعليك أن تتعامل معها بكل ثقة خاصة إن رأيت صدق كلامها وتغير أسلوبها، فالثقة بين الزوجين هي أساس الحياة الزوجية، والشكوك مفسدة ومدمرة لها، واعلم أن من أشد ما يسعى له الشيطان التفريق بين المخطوبين والمتزوجين فلا تحقق له ما يتمناه.
نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى لك التوفيق.