السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سيدي الكريم! لقد اتخذت حديث الرسول: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) قاعدة لي في الاختيار الذي عرض علي منذ فترة وجيزة، من حيث أن المواصفات كانت مقبولة وجيدة من ناحية المستوى الاجتماعي والثقافي والعمر، مع توفر شرط الكفاءة، مع العلم أنني لست صغيرة في السن، بيد أن المشكلة التي أعاني منها هي أنني لم أستطع تقبله والقبول به كزوج فضلا عن عدم وجود أي نوع من الارتياح النفسي أو أي من المشاعر الإنسانية التي تشعر بها أي مخطوبة تجاه خطيبها.
لقد دخلت في دوامة من الضيق والقلق منذ أن تمت خطبتي من هذا الشاب، وبالإضافة أحسست منه صفتين غير محببتين الأولى البخل والثانية ضعف الشخصية وسيطرة أهله عليه وأخواته، وللعلم فالسكن مع أهله مما قد يسبب لي مشاكل كثيرة، هل سيحاسبني ربي إن رفضت الشاب أم أن الأمر راجع لإرادتي واختياري؟
أرجو الرد على سؤالي بأسرع وقت ممكن لأن فترة خطبتي قصيرة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منتهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن ييسر لك زوجا صالحا يكون عونا لك على طاعته.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن الإسلام أعطى المرأة المسلمة الحق في قبول أو رفض من يتقدم إليها من الرجال، حتى ولو كان من أصحاب الدين، فقد يكون الرجل ملتزما وعلى قدر من الديانة، لكن المرأة لم تسترح له، وتشعر بنوع من الكراهية أو النفور تجاهه، وهنا لا يجبرها الإسلام على قبوله، وهذا هو حق المرأة المسلمة في دين الله تعالى، بل ولا يجوز لولي أمرها أن يجبرها على الزواج بمن تكره؛ لأن هذا حقها الذي ضمنه الإسلام لها، وليس لأحد أن يسلبها إياه.
أما مسألة الحب والميل القلبي، فهذه مسألة أخرى، فقد تكون المرأة لا تحب الرجل لأنها لم تحتك به أو تختلط به قبل الزواج، ولكن بمجرد التعامل المباشر تنشأ المحبة والمودة، وهذا هو الأعم الأغلب في حالات الزواج أن الحب والتعلق القلبي يأتي من حسن العشرة والمعاملة الطيبة والتفاهم المتبادل.
وعليه فإذا كنت تشعرين بكراهية هذا الشاب أو النفور منه فمن حقك أن ترفضيه، وليس عليك من حرج شرعي، أما إذا كنت لا تشعرين بحب أو ميل نحوه خلال هذه الفترة فهذا أمر طبيعي، ولا أرى أن ترفضيه بسببه؛ لأن المحبة والمودة سوف تأتي مع الأيام كما ذكرت، وأما عن الصفتين المذكورتين فإنهما بلا شك لهما أثر عظيم في استقرار الأسرة وسعادتها ولكن أنصح بضرورة التأكد من وجودهما مخافة أن يكون هذا هو فهمك ووجهة نظرك والواقع على خلاف ذلك، فإن وجدتا فعلا فأرى أن تعيدي النظر في موافقتك أو موقفك قبل أن ترتبطا رسميا، وأن تناقشي هذه المسألة معه بوضوح من الآن، وأن تتعرفي على وجهة نظره، سائلا الله تعالى أن يقدر لك الخير حيثما كان، وأن يوفقك لخيري الدنيا والآخرة.
وبالله بالتوفيق والسداد,,,