أنا فتاة كيف أتصرف مع ابن عمي وإعجابه بي؟

0 29

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة 19 سنة، لدي ابن عم 23 سنة، وهو يلمح لي بأنه معجب بي نحن نعيش في بيت جدي لذلك أراه دائما خلف الدار، هناك مساحة وغرفتي مطلة عليها، وحصل ثلاث مرات أن يذهب هناك ويشغل أغنية، وأيضا عندما أنزل أحيانا يشغل أغنيه، وهذا الأمر أزعجني كثيرا.

عبر مواقع التواصل ينشر أيضا، ولا أخفي عليكم أني شعرت بمشاعر اتجاهه، لكني حذرة، وأفكر في كثير من الأشياء أولها صلة القرابة، أخشى أن تؤثر على الأطفال في المستقبل كالأمراض الوراثية، وخاصة النفسية فأنا عانيت من مشكلة نفسية بسبب الوسواس، ولقد ساعدتموني جزاكم الله خيرا.

ثانيا: أنا أبدو أجمل بالحجاب، فأخاف أن لا يتقبل شكلي وهو أجمل مني.

ثالثا: هو غير متدين، تارة يصلي وتارة لا، ولا يصوم، وينشر صورا لا تعجبني، مثلا فتاة تمسك يد شاب...وهكذا.

بسبب هذا أقول مع نفسي: لو كان فعلا يحبني لما فعل كل هذا، ويعلم أني -الحمد لله- ملتزمة، وأنا أعلم أنه أعجب بي لأخلاقي وتصرفاتي، ولله الحمد.

أنا أتجاهل كل تصرفاته، ولا أبين له أني أعلم، لأني لا أفكر في الزواج أبدا، فالوقت غير مناسب، سؤالي هو: هل التجاهل أمر صحيح؟ وهل يجب أن أتجنبه وأبقى في غرفتي إن جاء؟

علما أن الموضوع له أكثر من أربع سنوات لكن الآن زاد كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كل التحايا لك ابنتي مريم.

كلنا نحلم ونتمنى ونريد تحقيق الحلم، وتأتي الأيام لتفرق ما بين حبيب وحبيب، ولكنا بالنهاية علينا أن نرضى بما كتب الله لنا من خير، وربما نعترض أحيانا على ما يحصل لنا ونبقى نفكر فيما مضى من مشاعر وحب لشخص كنا نتمنى أن يكون من نصيبنا.

في هذه الآية الكريمة: "وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة"، وأيضا قال تعالى:"إنا كل شيء خلقناه بقدر"، فالزواج قسمة ونصيب، والله يختار لنا الأفضل، ولا سعادة للنفس إلا إذا أحسنت الظن بربها، واعلمي أن الله قد قسم الأرزاق بين عباده فمنهم من رزق بالجمال ومنهم باللطافة والجاذبية، وآخرون بالعلم.

نصيحتي لك بنيتي: أن تغلقي باب العلاقة مع ابن عمك، ولا تسمحي لوسوسة الشيطان أن تجعلك تعيشين بقلق وغم وهم، وتحرمين نفسك نعمة الاستقرار والهناء، فأنت ما زلت في أجمل أيام عمرك، ولديك طاقة كبيرة من المشاعر، فلا تهدريها على تدمير مستقبلك، بل وجهيها إلى العلم والتعلم والطموح والسعادة والفرح وحب الدنيا بما يرضى الله عز وجل.

وإليك هذه النصائح من قلب محب:

-أريدك أن تعلمي أن الحب الشرعي هو الذي يحصل بعد الرابطة الشرعية، وهو الذي يصمد أمام تقلبات وعقبات الحياة، وهو حب يعلن عن نفسه؛ حيث يتقدم الشاب لطلب يد الفتاة من أهلها، ويعلن ذلك لأنه ميل ختامه الزواج، وعلامة صدقه الصداق، وتبدأ بتحمل المسؤولية فيه الإعلان، وترجمته الخوف عليها، والحرص على صيانتها، والرغبة في صلاحها، وهو حب يدور في فلك المحبة لله التي هي الأساس، وهو بذلك لا يشغل عن الله، ولكنه يحتكم لشريعة الله.

-إن حريتنا في التعبير عما يجيش في صدورنا مع إيماننا بحق الطرف الآخر في أن يلبي ما نطلبه منه أو يرفض، دون أن يؤثر على علاقتنا به؛ لهو أمر من الأهمية بمكان في تدعيم ثقتنا في قدراتنا، إذ تظل المشاعر المكبوتة عامل ضغط يؤثر على جميع إمكانياتنا وقدراتنا، ويستنفذ طاقاتنا، بل ويؤدي إلى حدوث العديد من المشكلات الجسدية والنفسية.

-طوري نفسك، ونمي مواهبك، وعززي الجوانب الإيجابية في شخصيتك؛ وذلك بحضور الدورات المعنية بالارتقاء بالنفس وتطويرها، وكذلك قراءة سير الناجحين الذين ساهموا في صناعة الحياة، وهذا يدفعك للسير على خطاهم.

- كوني قوية وواثقة بالله عز وجل، وأكثري من الدعاء، واسأليه أن يثبتك ويبعد عنك إغواء الشيطان، وأن يعينك على الطاعة والإيمان وعمل الخير، والله سميع مجيب دعوة الداع إذا دعاه.

يقال: أن الثقة بالنفس عنصر مهم للجمال فهي تدعم الشخصية وتبرز الإيجابيات وتجعلها مميزة بين الآخرين، كما أن الجمال نسبي ولا يتفق الجميع عليه، فلكل ما يناسبه منه، ولا تجدي أنثى إلا وقد حباها الله ببعض الجمال والجاذبية في خلقتها، ومهما بلغ الرجل من الحسن لا يقارن بالأنثى، ويقال: البقاء ليس للأقوى ولا للأذكى، البقاء للأكثر استجابة للتغيير!

أسأل الله الكريم الرحمن أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الشعور بالطمأنينة والراحة والثقة يا مريم.

مواد ذات صلة

الاستشارات