السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا شاب تخرجت هذه السنة، أحببت بنت الجيران وهي كذلك، لكن الأب لا يعلم بحبنا لأنه سيرفض ذلك لأنه داعية ومتدين. وقد تقدمت لخطبة ابنته لكنه رفض بسبب صغر سنها، فعمرها 18 سنة، وحالتي تزداد تدهورا، هل يجوز إخباره بحبي لابنته أم لا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
مرحبا بك –ابننا الكريم– في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يجمع بينكم بالحلال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.
لا شك أن الذي يحدث من تواصل بينك وبين الفتاة المذكورة من الأمور التي لا ترضي الله، ولا ننصح بالاستمرار في هذه العلاقة، قبل أن تتأكد من القبول من قبل أهلها وإمكانية الارتباط بها، واعلم أن أي علاقة خارج الأطر الشرعية، أو قبل نيل الموافقة، هي خصم على سعادة الشاب وعلى سعادة الفتاة.
نؤكد لك أن الحب الحقيقي الحلال يبدأ أولا بالمجيء للبيوت من أبوابها، وإذا نال الإنسان الموافقة وحصل الميل - و(الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) - عند ذلك يبدأ المشوار الصحيح للحب الصحيح.
أما ما يحدث من إعجاب ويحدث من تواصل؛ فهذا لا ننصح بالمضي فيه قبل أن تتأكدوا من إمكانية إتمام هذه الزيجة، والوصول بهذه العلاقة إلى غاياتها الصحيحة.
نحن دائما ننصح الشباب وننصح بناتنا بأن يبادروا أولا لأول وهلة، لمجرد حصول ميل أو لمجرد حصول فكرة، أن يطرحوا الفكرة على الوالد والوالدة من الطرفين، ومن المناسب جدا في مثل هذه الأحوال أن تتقدم الوالدة إلى أم الفتاة لتمهد لهذه القضية، ثم بعد ذلك يأتي الكلام من الرجال، ونحن لا ننصح أبدا بإخبار والد الفتاة بأن بينكما علاقة، لأن هذا سيزيد الأمور سوءا، وقد يعتدي على بنته، وقد يسيء بك الظن.
لذلك لا ننصح بهذه الخطوة إطلاقا، ولكن ندعوك إلى أن تنتبه إلى عملك ووظيفتك، وتعد نفسك، ثم تلتزم من الناحية الشرعية، تحاول أن تتواصل مع محارمها إن كان لها إخوان، تقوي هذه العلاقة، ثم إذا أردت أن تتكلم أو تتقدم، فينبغي أن يتكلم والدك أو العم أو الخال، وينبغي أن يصطحبوا معهم وجيها من الوجهاء ممن يسمع له، حتى يقبل أهل الفتاة بتقدمك لطلب يد ابنتهم.
لذلك نحن نريد أن نوصيك بالآتي:
أولا: الدعاء لنفسك بالثبات.
ثانيا: التوبة من التجاوزات التي حصلت حتى يبارك الله -تبارك وتعالى- لكم في هذا الأمر.
ثالثا: كتمان ما بينك وبين الفتاة من علاقة عن جميع الناس.
رابعا: مشاورة الوالدة وإدخالها كطرف حتى تتواصل مع الفتاة وأهلها، ليتأكدوا من موافقة -على الأقل- والد الفتاة.
خامسا: اتخاذ الوسيلة الصحيحة والطريقة المعروفة عرفيا عندكم، وهذا في معظم البلاد أن الذي يتكلم هو والد الشاب، أو عم الشاب أو أحد الفضلاء الكبار، أما إذا تقدم الشاب وحده فإنه غالبا يقابل بالرفض؛ لأن الناس كأنهم يقولون: أين العائلة، أين والدك، أين من وراءك، من أنت؟
هذه أمور أيضا ينبغي أن تراعى، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.