السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة أدرس في السنة الرابعة بكلية الطب، والداي مغتربان، أعيش مع إخوتي، محافظة على ديني ولا اتحدث مع زملائي الرجال إلا في حدود الحاجة.
صارحني زميلي في الدفعة بحبه لي ورغبته في التقدم الرسمي لأهلي، ولكن ظروفه لا تسمح حاليا، نظرا لأنه طالب، فسيؤجل الأمر إلى بعد التخرج، طلب مني التحدث والتعرف على بعضنا، وبالفعل تحدثنا وتعرفنا وطلبت منه أن يقابل والدي حين يعود من سفره في إجازة الصيف فوافق.
مع الوقت بدأت استاء من كثرة الحديث معه، لأني أعلم أنه لا يجوز أن يتحدث الرجل والمرأة إلا إذا كان بينهما رباط شرعي كالزواج، الحديث بيننا وإن كان محدودا ولكن يتخلله بعض الكلام الرومانسي والأشعار من ناحيته، تطور الأمر وأصبح الحديث عبر الهاتف بعد أن كان مقتصرا على الرسائل النصية، وحينما قررت إيقاف المحادثات اتصلت عليه وأخبرته أن محادثاتنا لا تجوز شرعا، ووجبت علي النصيحة إن رأيت منكرا أن أنهيه.
انفعل الشاب وهاج ورفع صوته، فكيف لي أن أنصحه؟ فهو قادر على التفرقة بين الصواب والخطأ، ثم أغلق الهاتف،اتصل بعدها مرارا وتكرار ولكني رفضت الإجابة عليه وقررت تركه نهائيا، فهو ليس أهلا للزواج، كثرت اتصالاته بعد ذلك ولم أرد.
بعدها رد عليه أخي وطلب منه بأن لا يتصل فاعتذر الشاب لما فعله معي، وقال بأنه ينوي خيرا وسيتقدم حين يأتي الوالد، فهل أوافق عليه؟ هو صاحب دين ولكن خلقه حين غضب ورأيه بأن حديثنا حلال مادامت نيتنا الزواج وعدم قبوله لنصيحتي، يدفعني إلى الشعور أنه ليس شخصا صالحا، علما بأن طبعه العصبية وأنا لا أتحمل ذلك.
أرشدوني ولكم خالص تقديري.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ قمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا ومرحبا بك -بنيتي- زادك الله نورا وهدى.
غاليتي: إن صفات أي خاطب لن تكمل على أية حال، لذلك يجب على كل فتاة أن تضع نصب عينها هذه المسألة، كما يمكنها غض الطرف عن بعض الأمور والوقوف فقط عند ما لا يمكن تجاوزه، ومما لا شك فيه أن العلاقة بين أية فتاة وشاب قبل الزواج محفوفة بالكثير من المخاطر، والميل القلبي، والتعلق الذي لا دخل للإنسان فيه ولا إرادة، فهذا لا يؤاخذ عليه الإنسان، ولكن لا ينبغي أن يتحول إلى مشاعر وكلام وهيام ولقاءات ومراسلات، فهذا هو المحذور شرعا.
والفتاة العاقلة تطلب في الرجل دينه، وخلقه، وقدرته على تحمل المسئولية، ورشده، وهذا ما قمت به أنت -بارك الله فيك- وأكثر من امثالك، لأن أهم معيار لاختيار الزوج هو أن يكون متمسكا بكتاب الله، عاملا بسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام-.
ولا تنسي حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، [رواه الترمذي].
هل تعلمين أن لتكافؤ الزوجين في المستوى التعليمي والاجتماعي دورا كبيرا في خلق جو من التفاهم بين الزوجين،وتحقيق السعادة بين الزوجين، فالكفاءة في الزواج أمر معتبر في العرف والشرع، وهي التي تساعد على إنجاح الزواج والاستقرار.
والجواب على سؤالك: فهل حين يتقدم ذلك الشخص أوافق عليه؟هو صاحب دين؟ عليك أن تتبعي هذه الخطوات التي تنير دربك:
إذا أراد شاب أن يتقدم مرة أخرى فأمر جيد، فعليك أن تخبريه أن هذا الأمر بيد والدك، وعليه أن يتوجه إليه ويخطبك منه، ويمكنك ووالدك السؤال عنه، وبعد السؤال عنه والتأكد من مناسبته لك دينيا وأخلاقيا، ووجدت فيه المواصفات التي ترغبينها في زوج المستقبل، وتبين لك أن إيجابياته أكثر من سلبياته، فعليك بالاستخارة، فإن كان فيه خير لك سييسره الله لك، وإن لم يكن فيه خير لك فسيصرفه الله عنك ويبدلك خيرا منه.
كما أنصحك بالمشاركة وزوج المستقبل في دورات مهارات التحكم في الانفعالات؛ فالعصبية سبب من أسباب تدمير العديد من العلاقات، ومن فوائد هذه الدورات: تعلم المهارات التي من خلالها يتحكم الانسان في انفعالاته، مثل:
• التغيرات الجسيمة الفسيولوجية عند الانفعال.
• ماذا تفعل عند الغضب؟
• كيف تتحكم في انفعالك؟
. قواعد التفاهم بشكل صحي مع الضغوط بشكل إيجابي.
كما أوصيك بقراءة بعض الكتب عن الحياة الزوجية، وأن تحضري دورات تأهيلية للحياة الزوجية.
أسأل الله لك التوفيق، وأن تكوني الطبيبة المحبة لعملها، الحريصة على أن تنفع أمتها الإسلامية.