الصبر على الزوج الضراب والعمل على معالجته من العودة لذلك

0 313

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة من أسرة كبيرة، والدي متدين ولكنه متعنت، ومن هنا بدأت مشكلتي، فقد اضطرني للزواج من شاب يظنه صالحا رغم عدم اقتناعي، ومع أني أخبرته أنني لم أرتح له بعد الاستخارة، المهم أنه بعد زواجي اكتشفت أنه شاب أناني لا يهتم بما أريده، يكره ما أحبه، منعني من زيارة أقربائي، ويكيل الشتائم لهم بمناسبة وغير مناسبة، منعني من زيارة صديقاتي والتحدث مع أي فتاة دون إذنه.

سيدي: أنا وافقت مرغمة، زوجي مرتاح ماديا، يخرج المال غصبا حتى على ابنته الوحيدة، حتى أن ألعابها مصدرها أبي أو إخوته، النكد في البيت كالماء بالنسبة له، لا يمضي يوم إلا بخلاف، ولقد تركته في فترة من الفترات وذهبت إلى بيت أبي، ولكنه جاء وترجاني أن أعود وأنه سيتغير، فعدت لأجل ابنتي، ولكن هيهات! فهو يزيد من معاملته السيئة، ويضرب ابنتي التي لم يتعد عمرها السنة والنصف بشكل لا يتحمله الكبار، ونسيت أن أذكر لكم أن خروجي إلى بيت أبي كان بسبب كثرة ضربه لي.

دلوني ما العمل مع رجل يرفض حتى التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم؟

سيدي قد تقول: قد تكوني مقصرة، ولكني أعرف جيدا واجباتي، ولقد تعلمتها من أمي وخالاتي، فقد كن خير أمثلة، لم أقصر لا في لبس ولا تجمل، أحاول دائما قول عبارات يرق لها القلب، ولكنه لا يبالي بي، فدلوني ما العمل مع هذا الزوج؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الكريمة الفاضلة / مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يمن عليك بالصبر وقوة التحمل، وأن يصلح لك زوجك، وأن يصرف عنه هذه السلوكيات الشاذة، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فبداية أوصيك بالصبر الجميل الذي لا غنى لك عنه في مثل هذا الجو الملبد بغيوم المشاكل المستمرة، فأوصيك ثم أوصيك بالصبر الجميل، كما أوصى الله نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم: (فاصبر صبرا جميلا)، [المعارج:5].

واعلمي يا ابنتي (أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا)، هذه هي الوصية الأولى والتي لا غنى لك عنها حتى ولو استقام زوجك وتحسنت معاملته؛ لأنه لا غنى لأي امرأة مسلمة بل وأي إنسان عن الصبر؛ لأن الحياة لا تخلو من مكدرات ومنغصات داخلية أو خارجية.

الوصية الثانية: أقترح بضرورة وقفة جادة ووقفة محاسبة واضحة مع زوجك، وليكن بحضور أي شخص له ثقل أو وزن عند زوجك، وتعقدا جلسة مصارحة ومصالحة لوضع النقاط على الحروف، والاتفاق على آلية للتخلص من تلك التصرفات المزعجة، والبحث عن أسبابها والعوامل المؤدية إلى وجودها وزيادتها، فلابد لكما من هذه الجلسة، وكلما كان الوقت أقرب كان الحل أفضل وأسرع.

لا بد من هذه الجلسة، حتى ولو اقتضى الأمر أن تذهبي إلى يبت أهلك حتى يأتي إليك، وهنا تعقد هذه الجلسة ويتم الاتفاق بحضور رجال لهم وزنهم وثقلهم يلتزم أمامهم بما يتم الاتفاق عليه، على أن تعطي له ولنفسك فرصة أخرى لبدء حياة جديدة خالية من المشاكل، حتى ينتهي هذا المسلسل تماما، فإن نجحت تلك الوسيلة في الحد من المشاكل أو التخلص منها فذلك ما نرجوه جميعا، وإن لم تفلح واستمر الحال على ما هو عليه فلك أن تصبري حتى يعجز الصبر عن صبرك، وترين أنك قد استنفدت كل وسائل وطرق الصبر، وهنا تعرضي الأمر على أهلك أو المحكمة لاتخاذ القرار المناسب.

مع رجائي الشديد أن تجتهدي في إبعاد شبح الطلاق عن أسرتك قدر الاستطاعة، فإن نجحت فذلك خير، وإن لم يكن من حل إلا هذا فإنا لله وإنا إليه راجعون.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات