السؤال
السلام عليكم.
عيد مبارك عليكم أولا: أنا أواجه مشكلة هذه الفترة الحالية ألا وهي: أنني أشعر بالحزن طوال الوقت، دائما أفضل الابتعاد عن عائلتي علي الرغم من أنني اجتماعية ومحبوبة وأحب الضحك إلا وأنني في هذه الفترة أشعر أني وحيدة وغير محبوبة، وأشعر بالحزن طوال الوقت.
أنا لست ملتزمة بالصلاة، ولكني أجتهد، فأنا تربيت على ما هو حلال وما هو حرام، وأحيانا أشعر أن الله لم يغفر لي ذنوبي رغم أنني استغفرت عنها، ولكن عندما أفكر أشعر أن الله لم يغفرها لي، وعندما أفكر أتذكر كل شيء حدث في حياتي، وأفضل البكاء ليلا.
أنا عندما أحب أستهلك كل طاقتي، وأبذل كل مجهودي لسعادة الشخصية التي أحبها، فأنا واجهت عدة مشاكل في حياتي مثل مشكلات الأصدقاء، وكان الله سبحانه وتعالى بجانبي، ولكنني هذه الفترة أحزن بسرعة كبيرة ودائما متغيرة الحال، وعائلتي تحاول أن تجعلني أضحك ولكني أفضل الجلوس في غرفتي أو النوم.
أشعر أني لعنة في حياة أشخاص كثير، فأنا دائمة التفكير والتوتر من أي شيء ولو كان صغيرا، وسريعة البكاء، وذات قلب طيب، أشعر هذه الفترة أنني في مشكلة كبيرة على عكس عدم وجود مشكلة في حياتي لكن أشعر بالقلق الدائم، وأنني أعاني من الاكتئاب ولكني لست متأكدة، أو أصبت بعين حسود، ولكن لا أعلم بعلم الغيب.
وفي هذه الفترة أشعر بالصداع، وأكثر شيء يجعلني حزينة كلمة أنت طيبة القلب، ومن أقل المواقف التي تحصل أشعر كأنني لا أملك الكرامة، فما أسبب هذا الشعور؟ آسفة على الإطالة.
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ رحمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
التغيرات المزاجية تحدث للناس خاصة في مرحلتك العمرية، بالفعل الأعراض التي تحدثت عنها تحمل سمات ما يمكن أن نسميه بالقلق الاكتئابي البسيط، بمعنى أنه ليس شديدا وليس معقدا، وإن شاء الله تعالى غالبا يكون أمرا عرضيا مؤقتا، ولا تنطبق عليك صفات الاكتئاب النفسي العميق أو الاكتئاب النفسي المستمر.
التغيير نحو الأفضل يأتي منك أنت ومن خلال إرادتك وعزيمتك وإصرارك على أن تكوني فعالة، أولا: الانعزال ليس أمرا جيدا، التفاعل الاجتماعي مع الناس هو وسيلة من وسائل انفتاح النفس وانشراحها، فأرجو أن تتفاعلي مع أسرتك على وجه الخصوص تفاعلا إيجابيا، ونحن في هذه الأيام الطيبة المباركة، أيام العشر من ذي الحجة، ومقدمون على يوم عرفة والعيد، فأرجو أن تكوني أكثر تفاؤلا، وتكثري من الدعاء، وأرجو أن تلتزمي بالصلاة، الصلاة عماد الدين، والصلاة هي التي تبعث الطمأنينة في النفس، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لبلال: ((أرحنا بها يا بلال))، وكان يقول: ((وجعلت قرة عيني في الصلاة))، وأوصى بها عند وفاته: ((الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم)).
فأرجو أن تنصحي على الصلاة، هذه نصيحتي لك، وأنا أرى فيك خيرا كثيرا، وأراك سريعة التأثر بصورة سلبية جدا نسبة لتقصيرك في الصلاة، كلامك أنه تأتيك هذه المشاعر بأن الله تعالى لن يغفر ذنوبك، أعتقد أن هذا من تسلط نفسك اللوامة عليك، وهذا دليل خير إن شاء الله تعالى، وعليه اسعي دائما لعمل الصالحات، ولا تفرطي أبدا في العبادات، ويجب أن يكون يقينك التام أن الله غفور رحيم، يغفر الذنوب جميعا، وأنه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وأنه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، وأنه دعانا للتوبة فقال: {توبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}، وقال: {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا}، فيجب من التوبة، ويجب أن نعمل، ويجب أن نلتزم بأمور ديننا، هذا يحفز تحفيزا كبيرا، تحفيزا إيجابيا.
أريدك أن تكثفي ممارسة أنشطة رياضية، أي نشاط رياضي يناسب الفتاة المسلمة سيكون ممتازا وجيدا ومفيدا لك، هذا القلق والتفكير والتوتر الداخلي دليل على وجود شحنات نفسية سلبية، وهذه الشحنات تزول من خلال ممارسة الرياضة، فالرياضة تقوي النفوس وتقوي الوجدان مثل أنها تقوي الأجسام.
أحسني إدارة الوقت، وركزي على دراستك، ويجب أن تكون لك آمال وطموحات، وأن تكوني إن شاء الله من المتميزين.
الصداع الذي تشعرين به هو عرض نفسوجسدي، كثيرا ما نشاهده مع القلق، وأرجو ألا تكتمي أبدا، حاولي أن تعبري عن ذاتك، الكتمان يؤدي إلى احتقانات داخلية نفسية كثيرة.
هذا هو الذي أنصحك به، وأنا لا أراك في حاجة لعلاج دوائي، إن شاء الله الحالة عابرة، واجتهدي في أن تكوني أكثر تفاؤلا، وكل عام وأنتم بخير، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.