السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد التحية: دكتور محمد عبد العليم، أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلك دائما في تقدم وعلو.
منذ 6 سنوات تقريبا كانت تأتيني نوبات هلع، آخر نوبة تقريبا منذ 5 أشهر -والحمد لله- ولكن فيما يتعلق بآثارها بقي عندي رهاب الخروج من البيت، والخوف غير المبرر، وبعض من الوسواس، والأفكار السلبية!
كشفت عن دكتور متخصص كتب لي العلاج سيروكويل 25 نصف الجرعة قبل النوم، وعقار إفيكسر 150حبة صباحا، إندرال 10 مرتين باليوم، وقرأت عن إفيكسر أن له آثارا انسحابية شديدة، وترتب على هذا أني أشرت على الدكتور بتغير الافيكسر إلى دواء بروزاك بعد أن قرأت أكثر من استشارة منك أنه دواء آمن، وقد وافق الدكتور بالفعل على استخدام بروزاك.
السؤال: هل ما فعلته صحيح؟ يعلم الله أني أثق جدا برأيك، والسؤال الثاني: لا أريد استخدام سيروكويل؛ لأني سمعت أن آثاره الجانبية والانسحابية قوية ويسبب التعود، فهل من بديل؟ وهل يمكن استخدام عقار سلبرايد وحده في العلاج؟ لأني متحفز جدا من ناحية الأدوية النفسية!
شكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hossammadii حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيرا على ثقتك في الشبكة الإسلامية وفي شخصي الضعيف، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
أخي الفاضل: الأدوية التي اختارها لك الطبيب هي أدوية ممتازة لدرجة كبيرة، عقار (إفيكسور) ممتاز جدا لعلاج قلق المخاوف ونوبات الهرع، لكن كما تفضلت التوقف منه قد لا يكون سهلا، قد يسبب آثارا انسحابية، ولذا يجب أن يكون التوقف عنه تدريجيا.
عموما أنت فضلت البروزاك، والبروزاك بالفعل دواء ممتاز ورائع، حتى وإن كانت فعاليته أقل نسبيا في نوبات الهلع لكن دواء في مستوى السلامة عالي جدا، وعلى المدى البعيد يفيد جدا، وليس له أي آثار انسحابية.
أقول لك: توكل على الله وتناول البروزاك، وأعتقد أنك ستحتاج لجرعة أربعين مليجراما، تكون البداية عشرين مليجراما يوميا - أي كبسولة واحدة - وبعد أسبوعين مثلا تجعل الجرعة أربعين مليجراما، أي كبسولتين في اليوم، وهذه يفضل أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، بعد ذلك يمكن أن تنتقل إلى الجرعة الوقائية.
إذا قرار تخير البروزاك صحيح، لكن يجب أن تصبر عليه لتتحصل على فعاليته الكاملة، قد لا تحس بتحسن حقيقي في الأيام الأولى، وقد يستغرق الأمر أسبوعين إلى ثلاثة لتحس ببدايات التحسن.
بالنسبة لعقار (سوركويل): السوركويل أيضا من الأدوية الممتازة، ومن الأدوية السليمة جدا، وهذا الدواء أصلا يستعمل للذهان، لكن وجد أنه ذو فعالية عظيمة كأن يستعمل بجرعات صغيرة من أجل علاج القلق وتحسين النوم، فأقول لك: اطمئن تماما أنه بجرعة خمسة وعشرين مليجراما لا يسبب السوركويل أي آثار انسحابية، ولا يسبب أي إدمان، على العكس تماما سوف يحسن نومك كثيرا.
إن كان لديك صعوبات حقيقة في النوم فأنا أقول لك أن السوركويل بجرعة خمسة وعشرين مليجراما، أو حتى يمكن أن تبدأ بـ 12,5 مليجرام ليلا، وإذا وجدتها كافية يمكن أن تكتفي بها، وإذا لم تحسن نومك يمكن أن تنتقل إلى جرعة خمسة وعشرين مليجراما. فإذا اطمئن تماما، وأنا أعتقد أيضا أن الطبيب قد أحسن الاختيار.
أما إذا لم تكن لك مشكلة في النوم فأقول لك استعمل الـ (سلبرايد)، لا مانع، دواء رائع، دواء سهل، دواء ممتاز، ومزيل للقلق وللتوتر، وهو يحفز كثيرا فعالية البروزاك، أي أنه داعم لفعالية البروزاك، فأرجو أن تطمئن، إن شاء الله أمورك طيبة، وهذه الأدوية التي ذكرناها لك سليمة، وفعالة -إن شاء الله-.
الإندرال طبعا دواء بسيط جدا، يمكن بالفعل أن تتناوله بجرعة عشرة مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر مثلا، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناوله.
أرجو - أيها الفاضل الكريم - الأساليب العلاجية الأخرى غير الدوائية: الاسترخاء، التفكير الإيجابي، ممارسة الرياضة، تنظيم الوقت، الحرص على العبادة، التفاؤل، التأمل والتدبر، والاستقرار الذهني الإيجابي، والتطوير المهني، والصلات الاجتماعية الجيدة ... إلخ، هذه كلها علاجات مفيدة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.