السؤال
السلام عليكم
في مدة شهر ونصف تكررت لدي حالة غريبة ثلاث مرات، تبدأ بخفقان قلب سريع جدا يليه تشلل الجسم، هو ليس إغماء لأني أسمع وأرى وأتكلم، لكن أطرافي متنملة بالكامل، ومتشنجة بما في ذلك وجهي ولساني وبطني من الداخل.
لدرجة أن يدي تصيران معوجتين، وغير قادر أن أتحكم فيهما، وتبقى الحالة لدقائق، وقد أجريت تحاليل الدم وكانت كلها سليمة ماعدا كريات الدم البيضاء كانت 12000، أعطاني الطبيب مضادا حيويا، وهو: (كلاريل) مع أني مرضع، ودواء المغنيزيوم manef 300.
لدي ضرس عقل تحت اللثة مريض، وعنقي يؤلمني من جهة هذا الضرس، وأحس عند لمسه بالانتفاخ، رغم أنه غير ظاهر، فهل تلك الحالة بسبب كريات الدم أم ضرس العقل، واحترت لأي طبيب يجب أن أذهب؟!
علما أني أعاني من توتر شديد، لدي خوف رهيب أخاف كثيرا، ومنذ ثلاث سنوات كان عندي اضطراب الهلع لمدة شهرين، والله إني خائفة من حالتي، وعندي بنت صغيرة أرضعها، أخاف عليها كثيرا، وأنا من طبعي عصبية.
أرجو منكم الرد وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ salima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
الحالة التي تأتيك يظهر أنها نوع من قلق المخاوف، ويحدث لك نوعا مما نسميه بـ (التحول الانشقاقي)، بمعنى أن حالة القلق والخوف تنعكس على جسدك مما يؤدي إلى التنميل والتشنج وانهيار القوة العضلية، وهذه إن شاء الله ليست حالة عضوية، هي حالة نفسية بسيطة تندرج تحت (قلق المخاوف).
أنا أقول لك: اطمئني، لا تخافي، وكوني دائما متفائلة، أحسني إدارة وقتك، لأن الذي يدير وقته بصورة صحيحة يستطيع أن يدير حياته، وتجنبي الإجهاد بقدر المستطاع، يجب أن تأخذي قسطا كافيا من النوم الليلي، وطبعا ربما يصعب هذا مع الطفلة، لكن حاولي أن تسددي وتقاربي ما بين الأمور.
موضوع الكرويات البيضاء: لا تنزعجي، هذا ناتج بالفعل من التهاب، وأنا أعتقد أن التهاب الضرس قد يكون هو السبب، نعم، والطبيب أحسن في أنه قد أعطاك المضاد الحيوي، لأنه من المفترض بالفعل أن يعالج هذا الالتهاب، وطبعا إذا قابلت طبيب الأسنان هذا أيضا سيكون أفضل، لأن الألم الجسدي في حد ذاته والالتهاب يزيد من الصعوبات النفسية من القلق والتوتر، وإن شاء الله علاج هذه الحالة بسيطة.
أرجو أن تستفيدي كثيرا من المضاد الحيوي، وسيأتي نتائجه إن شاء الله تعالى.
أرجو أن تطبقي بعض التمارين الاسترخائية، هنالك تمارين تسمى بتمارين التنفس التدرجي، مفيدة جدا لإزالة القلق والتوتر والخوف والرهبة، وإسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين، كما أنه يمكنك أن تطلعي على أحد برامج الاسترخاء الموجودة على اليوتيوب.
احرصي على أذكار الصباح والمساء، والورد القرآني اليومي، والصلاة في وقتها، والتأمل الإيجابي، طرد الفكر السلبي ... هذه كلها أمور مطلوبة في الحياة.
أنا أبشرك أنك إذا تناولت أحد الأدوية البسيطة المضادة لقلق المخاوف ستستفيدين كثيرا منه، وأنا أرشح لك عقارا يسمى (سيرترالين) واسمه التجاري (زولفت) وربما تجدينه في بلدكم تحت مسمى تجاري آخر، الدواء سليم جدا بالنسبة لرضاعة الطفلة، فلا تنزعجي، الجرعة في حالتك جرعة صغيرة جدا، تبدئي بنصف حبة – الحبة تحتوي على خمسين مليجراما، فأنت من المفترض أن تتناولي خمسة وعشرين مليجراما يوميا – كجرعة بداية، استمري عليها لمدة عشرة أيام، ثم اجعلي الجرعة حبة واحدة يوميا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
الجرعة الكلية للسيرترالين هي مائتي مليجرام، أي: أربع حبات في اليوم، لكن أنت لا تحتاجين لهذه الجرعة، هذه الجرعة الصغيرة سوف تكون كافية جدا، مع الأخذ ببقية الإرشادات التي ذكرناها لك، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.
وبالله التوفيق والسداد.