السؤال
أنا شاب بعمر 20 سنة، قضيت نصفها بعيدا عن أهلي، وأعيش لوحدي، حتى وأنا بجانبهم دائما أشعر أن العالم فيه شيء غريب، وغير طبيعي، وأننا غير مخلوقين لذلك، لا أعرف أن أعمل شيئا، وهذا من أهم أسباب ضرري النفسي، وما هو العصر الذي نحن فيه؟! ولماذا العالم هكذا، وأهل الإسلام في ضعف شديد؟!
عندي أخطاء كثيرة، ومتأكد أن لدي القدرة على أن أتوب، والحمد لله على النعمة، وبأن الصعوبة ستمر وتمضي ويكون بعدها الفرج.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام ونشكر لك هذا السؤال الذي يدل على حرصك، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك الهداية والثبات، ونسأله أن يصلح أحوال الأمة وأن يرفع الغمة عنها والبلية عن البشرية، وأن يردنا إلى كتابه وإلى هدي نبيه ردا جميلا.
نتمنى أن نرى أهل الإسلام في عز، وأن يعز الله تبارك وتعالى دينه بنا، لنفوز برضوان الله تبارك وتعالى.
ابننا الكريم: أريد أن أقول: أنا سعيد جدا بهذه المشاعر من شاب يريد أن ينصر دينه، ويريد أن تتغير هذه الأوضاع التي لا تسر أحدا، وأؤكد لك أن مسؤوليتنا معشر المسلمين كبيرة، فنحن الذين نحمل مشاعل النور والهداية، وهذه الرسالة الخاتمة والنبي -صلى الله عليه وسلم- بعث ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، هذه الأمانة الكبرى في أعناقنا.
لذلك ينبغي علينا أن نبدأ بإصلاح أنفسنا والعودة إلى هذا الدين العظيم الذي تحتاجه البشرية، فالدنيا في ظلم وظلمات ولا مخرج لها إلا في هذا الهدي الذي أكرمنا الله تبارك وتعالى به، والمجهود كبير، لكن يبدأ بعودتنا إلى الله تبارك وتعالى، ولذلك هذا ما ندعوك إليه أولا، ندعوك أولا إلى أن تتوجه إلى الله تبارك وتعالى بالدعاء لعل الله يرزقنا جميعا الهداية والثبات عليها.
الأمر الثاني: ينبغي أن نشعر بمسؤوليتنا تجاه الأقربين أولا، لأن الله قال لنبيه: (وأنذر عشيرتك الأقربين)، ثم نشعر بمسؤوليتنا تجاه هذا العالم، من حيث نشر الهداية بينهم، فنصرة الإسلام ونشر الإسلام هو مسؤولية أتباع هذا الدين العظيم رجالا ونساء، صغارا وكبارا، فكلنا مسؤول عن دين الله تبارك وتعالى، والدنيا كلها تصبح خاطئة وفي الطريق المخيف ما لم تعد إلى الطريق الذي حدده خالق البشرية سبحانه، الذي قال في كتابه: (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى، ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى).
اعلم أن ضعفنا معشر المسلمين جريمة في حق أنفسنا، وفي حق البشرية، لأننا الأطباء والدنيا مرضى، ليس لسواد أعيننا لكن لهذا المنهج العظيم الذي يعني المنهج الكامل الذي أكرمنا الله تبارك وتعالى به، ووجود الأخطاء عند الإنسان لا تمنعه من أن يكون إيجابيا يبدأ بإصلاح نفسه ثم يبدأ بإشاعة هذا الخير، وأرجو أن تستفيد من سنوات الشباب، فإن الشباب هو فرصة العمل، كما قالت حفصة بنت سيرين (يا معشر الشباب عليكم بالعمل، فإني ما رأيت العمل إلا في الشباب).
نحن نسعد بتواصلك، وأرجو أن يستمر هذا التواصل حتى نتعاون في وضع الخطط الدعوية المفيدة لنا حتى نثبت على الدين، والمفيدة لغيرنا حتى ندعوهم إلى هدايات وأنوار هذا الشرع.
نسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والثبات والسداد.