أصبت بالرهاب الاجتماعي بعد رجوع ثقتي.. أريد دواء

0 31

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
نفع الله بكم وبجهودكم المباركة.
أرجو أن يجيب على سؤالي الدكتور: محمد عبد العليم جزاه الله خيرا.

أنا شاب بعمر 29 سنة، نشأت في بيئة محافظة، وكنت متميزا، لكني عانيت قليلا من شدة في التربية من والدي.

اثر ذلك علي وهز من ثقتي بنفسي، وضعفت شخصيتي، فحاولت تجاوز ذلك عندما كبرت، فقرأت في الثقة وقوة الشخصية -والحمد لله- استفدت من ذلك كثيرا، خاصة وأن والدي حسن من معاملتي وتقديري.

حدث لي موقف قبل سنتين غير حياتي وشخصيتي كثيرا، حيث تعرضت لصدمة عندما اختلفت في وجهت نظري مع شخص كنت أظنه من العقلاء، فقام وهددني وتوعدني.

كنت إماما وجريئا إلى حد ما، أما الآن فأصبحت أهاب الناس، وتركت الإمامة وضعفت ثقتي بنفسي جدا، حيث تصيبني الرعشة والتعرق والخوف والارتباك عند الإمامة أو المقابلة مع مديري المتغطرس في العمل، أو عند خلافي مع أحد، وفي المطاعم والأسواق المزدحمة، وأحيانا أشعر بنوبات اكتئاب وضيق، تخف تلك الأعراض وتزيد.

كما أنني أتوتر في الأماكن العامة وأخجل بشدة، وأشعر أن الناس تراقبني، وأخاف عندما يرن هاتفي من رقم غريب، أحس أنني سأتلقى خبر صادما أو تهديدا، وأشعر بالهشاشة النفسية عند مواقف الخلاف، أو الانتقاد من أي أحد، أنا شخص حساس جدا تجاه النقد والكلام السلبي.

علما أنني أصبت بارتجاع المريء والتهابات المعدة.

أظن أنني أحتاج إلى دواء، لكنني متخوف من ذلك، حيث لم يسبق أن استخدمت سوى دوجماتيل ولم أشعر بتحسن.

أرجو إفادتي بالدواء المناسب، والجرعة بالتفصيل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك أخي في الشبكة الإسلامية.. وأسأل الله لك العافية والتوفيق، أخي قبل أن نتحدث عن الدواء لا بد أن أدعوك أن تتوقف وتتخلص من التفكير الاستباقي التوقعي عند أي موقف اجتماعيا ما، من الواضح أنك تكون متوجسا، ولست مطمئنا للطرف الآخر شخصا كان أو جماعة، وهذا المفهوم الخاطئ يقلل من مقدراتك، ويجعلك تكون بالفعل عرضة الخوف والرهبة، حتى مديرك المتغطرس أخي الكريم كما وصفته أرجو أن تنظر إليه من منظور أنه بشر مثلك، وحتى إن كان لديه شيء من الغطرسة إلا أنه لا بد أن تكون له جوانب إيجابية، فحاول أن تتذكر من صفاته الحسنة، بهذه الكيفية يا أخي الكريم سوف يكون هنالك نوع من القبول نوع من التواؤم والتكيف على الموقف أخي.

أنا متأكد تماما أنك دائما تسعى أن تعامل الناس كما تريدهم أن يعاملوك، قوي هذا المفهوم في نفسك، احمل أنت دائما البشريات والمبادرات الحسنة حيال الآخرين، وهذا قطعا يجعلهم يتبادلون معك هذه المشاعر، هذا أمر أكيد، ولا شك فيه، أخي الكريم ما الذي يجعلك تترك إمامة الصلاة، الله تعالى اصطفاك يا أخي في هذا الموقع، وإن لم تكن أهلا له أصلا لما رشحت له، وأنت الحمد لله تعالى قطعا مزود بالعلم الشرعي، والعلوم القرآنية، وجيد الحفظ، فلا تتردد أبدا، المساجد هي مكان الآمان والاطمئنان، وهي بيوت الله تعالى، والذين يرتادونها قطعا من الأخيار، فأنت في محيط يجب أن لا يكون فيه خوف ولا وجل ولا تردد.

عموما على الأقل صل في الصف الأول، وخلف الإمام هذا مهم جدا، وأنصحك بالحرص على الواجبات الاجتماعية، لا تتخلف من أي واجب اجتماعي، قم مثلا بزيارة المرضى دائما، هل يمكن للإنسان أن يخاف من مريض لا أعتقد ذلك أبدا، كن في موقف ضعف، لكن هذا سوف يشعرك بقوة نفسية داخلية حقيقية، فأكثر من هذه الأفعال الاجتماعية الإيجابية، وهذا إن شاء الله يشجعك كثيرا، إذا أنت تحتاج إلى تغيير المواقف والمفاهيم حول المخاوف، أما الدواء فأبشرك الدواء طبعا يساعدك كثيرا، لكن تغيير نمط الحياة على النحو الذي ذكرناه هو الذي يؤدي إلى استمرارية التحسن واختفاء الأعراض.

عقار سيرترالين سيكون هو الأنسب بالنسبة لك، ويسمى تجاريا زوالفت، وربما تجده تحت مسميات تجارية أخرى، ابدأ في تناوله بجرعة نصف حبة أي 25 مليجراما يوميا لمدة 4 أيام، ثم اجعلها حبة واحدة يوميا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبتين يوميا، وهذه الجرعة العلاجية تتناولها يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم انتقل إلى الجرعة الوقائية بأن تتناول حبة واحدة يوميا من السيرترالين لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.. وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات