السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحياتي لكل القائمين على هذا الموقع الرائع، جزاكم الله خيرا، ووفقكم لكل خير.
أنا شاب أبلغ من العمر 31 سنة، هاجرت من المغرب إلى إحدى الدول العربية بعدها تغير كل شيء على المستوى العقلي والنفسي بسبب الابتعاد عن العائلة، حيث أصبت بالاكتئاب والعزلة والسهو والقلق والوسواس، بالإضافة إلى هلاوس كالخوف من الجنون ونسيان الوالدين والطريق، وبعض الأعراض الأخرى، مثل: الانعزال التام عن الناس، وعدم النوم، والإحساس كأن رأسي وعقلي أصبح فارغا، بالإضافة إلى التعب المستمر، والشعور بغصة في الحلق في بعض الأحيان، والخوف من الجنون، وعدم التخطيط للمستقبل والتفكير فيه أصلا، والإحساس بتوقف الحياة، وعدم القدرة عن فعل أي شيء.
أحاول جاهدا التخلص من هذه الأشياء السلبية، لكني أفشل، والحمد لله لا زلت محافظا على الصلاة.
بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.
أنا تدارست رسالتك بكل دقة، والحالة التي حدثت لك نسميها بـ (عدم القدرة على التكيف)، فأنت قد انتقلت من بلدك إلى بلد عربي آخر، وبدأت تظهر لديك هذه الأعراض التي تحدثت عنها، وهي أعراض قلقية اكتئابية وسواسية، مع شيء من المخاوف، وكلها من الدرجة البسيطة، وطبعا الخوف القلقي الاكتئابي الوسواسي يؤدي إلى الإجهاد النفسي، ويؤدي إلى عدم القدرة على التركيز، وتكون هنالك مخاوف توقعية خاصة حول المستقبل.
أيها الفاضل الكريم: أتمنى أن يكون هذا الظرف ظرف مؤقت وعابر، الإنسان بطبعه يمكن أن يتكيف مع المكان الذي انتقل إليه ويعيش فيه، وذلك من خلال التيقن بأنه قد أتى لهدف معين ويجب أن ينجز ذلك الهدف، ويحسن الإنسان إدارة وقته في مكانه، (ممارسة شيء من الرياضة، الحرص على بناء علاقات اجتماعية جيدة، الصلاة مع الجماعة في المساجد، القراءة، الإطلاع، محاولة الاستئناس بالعمل وإجادته)، وهذه كلها تجعل الإنسان يتواءم تدريجيا مع وضعه وظرفه، فأرجو أن تحرص على هذا الذي ذكرته لك.
هذه الحالات تستغرق من شهر إلى ثلاثة أشهر، حسب شخصية الإنسان ودرجة تحمله وبنائه النفسي وإنجازاته.
فأسأل الله لك التوفيق والسداد، وحاول أن تتكيف مع الظرف الذي أنت فيه من خلال التفكير الإيجابي، وأنا سوف أصف لك دواء بسطيا جدا، جيدا وفاعلا وممتازا، يعالج القلق والخوف والوسوسة، ويحسن المزاج إن شاء الله تعالى، الدواء يسمى تجاريا (سبرالكس) ويسمى علميا (استالوبرام)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة مليجرامات من الجرعة التي تحتوي على عشرة مليجرامات – استمر عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة عشرة مليجرامات (حبة واحدة) يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة مليجرامات يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرامات يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء. الدواء دواء سليم، وفاعل جدا، وغير إدماني، وهذه الجرعة التي وصفتها لك هي جرعة صغيرة جدا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.