السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 29 سنة، أشعر أن الله لن يوفقني في حياتي، حيث لم أتزوج إلى الآن، وجميع صديقاتي تزوجن وأنجبن، علما أنهن كن على علاقات مع شباب في المدرسة والجامعة، وأنا حافظت على نفسي لكي يعوضني الله خيرا، فهل كنت مخطئة؟
والدي مريض نفسي منذ 20 سنة، وكثير المشاكل معي ومع أمي، لذلك أفكر أن أستقل في السكن، لكني خائفة على أمي، فهي تعاني من الضغط ولا تستطيع رعاية والدي لوحدها.
أيضا ما أحزنني أكثر أني عرفت أن عقدي في العمل لن يتجدد، علما أني نشيطة، وقد جددوا عقد زميلتي الكسولة التاي أساعدها أنا.
أنا إنسانة متفائلة ومرحة وشخصيتي قوية رغم كل المشاكل، لكني في الفترة الأخيرة صرت أشعر أني لم أوفق في أي شيء في حياتي وصلت له بعد تعب ومعاناة، دائما أصلي وأدعو لكن لا شيء يتغير، لقد تعبت ودموعي لا تتوقف، أحس أن الحياة توقفت عند نقطة معينة بلا تغيير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأود أن أبشرك أنك على الطريق الصحيح، وأن صيانتك لنفسك وعدم تعريض نفسك للمهانة والامتهان كما تفعل بعض الفتيات هو الطريق الصحيح، فإن الله تعالى يريد من المؤمنة أن تكون مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة.
اعلمي أن كل شيء في هذا الكون يسير وفق قضاء الله وقدره، وأن الزواج رزقك من الله تعالى وسيأتيك رزقك لا محالة، فإن الرزق يطلب العبد أكثر من طلب العبد له، وكوني على يقين أنه متى ما جاء الوقت والشخص الذي قدره الله ليكون شريكا لحياتك سوف تتذلل لك كل الصعاب ولا يستطيع أحد أن يقف في وجه ذلك.
ما كان لك من رزق في العمل الذي تعملين فيه الآن ستأخذينه، ولعلك إن أخرجت من هذا العمل ييسر الله لك أفضل منه، وتدبري قوله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
إياك أن تتضجري وعليك أن ترضي بما قسم الله لك، ففي الحديث: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله عز وجل إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط)، فعليك أن ترضي بقضاء الله وقدره وحذار أن تتسخطي وإلا فالجزاء من جنس العمل.
أوصيك أن تجتهدي في تقوية إيمانك من خلال الإكثار من العمل الصالح، فبقوة الإيمان وبالعمل الصالح تستجلب الحياة الطيبة، كما قال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىوهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبةولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أسباب تفريج الهموم فقد ورد في الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).
أكثري من التضرع بين يدي الله تعالى، وتحيني أوقات الإجابة وسلي الله تعالى أن ييسر أمورك وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة، وأكثري من دعاء ذي النون (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).
عليك ببر والديك، واطلبي منهما الدعاء فدعوة الوالدين مستجابة كما ورد في الحديث الصحيح.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يحقق لك آمالك إنه سميع مجيب.