السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هناك سؤال يطرح دائما، وبطبيعة دراستي في الجامعة وتخصصي؛ فإني أدرس الأعلام، فأجد أكثر الطلاب من الفتيات، ويدور في بالي دائما: ما دور الفتيات في الإعلام؟ وما موقعهن في الإعلام العربي؟ هل هن للشهرة والظهور في الشاشة أم هن مجتهدات لإيصال رسالة سامية، وهي نشر الدين، وإيصال العلم إلى أبعد الحدود، إلى أذهان المستمعين والمشاهدين والقراء؟ وأني لا أجد للمرأه موقعا، أو لا أراه في الإعلام لمجتمعاتنا العربية.
ولدي أخت تصغرني من العمر بسنة، وتنوي الدخول في الجامعة وفي تخصص الإعلام، وأنا أخوها الأكبر، فلا أعلم بماذا أنصحها؟ هل تدخل التخصص أم لا؟ وهل تحفظ كرامة المرأه في الإعلام؟ وأخيرا وليس آخر: ما رأيكم في صورة المرأة في الإعلام العربي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فنسأل الله أن يحفظك ويسدد خطاك، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن ينفع بكم بلاده والعباد.
إن في ظهور المرأة في الشاشات فتنة عظيمة، وتهديد لكل الأفكار النبيلة، والقيم الأصيلة، ولا بد أن تكون الغاية مشروعة والوسائل الموصلة إليها مقبولة، وذلك لأن الغاية عندنا لا تبرر الوسيلة، ولا بد أن تعرف أن المحاولات المحتشمة للفتيات الصالحات باءت بالفشل، وذلك لأن تلك المحاولات سرعان ما انحرفت عن أهدافها وتخلت عن ضوابطها، وظهرت المرأة بوجه كثرت فيه الألوان، وبثياب تفتن الذكور والنسوان، وبخضوع في القول يفسد القلوب ويهدد الإيمان، وربما كان سبب الفشل في تلك المحاولات هو انسداد الطريق أمام الصالحات، فإننا نجد على سبيل المثال قناة إعلامية عربية فصلت ثمانية من المحجبات بعد منعهن من الظهور بالحجاب، فاخترن الله ورسوله، ورغبن في الفوز يوم الحساب، ولا يخفى على المتتبع الحصيف أن معظم الوجوه النسائية في شاشات التلفزة من نصارى العرب أو من المخدوعات، وقد دفع جميع هؤلاء ثمنا باهظا من أعراضهن مقابل الظهور في القنوات، وذلك بشهادتهن أنفسهن، وحسب اعترافهن المسجل في الصحف والمجلات.
ولا حل أمام المهتمين بالإصلاح إلا توجيه هذه الطاقات للكتابة والإذاعة والإنترنت عن طريق المقالات، والعمل في مجال الإعداد والتنسيق، وليس في ميدان الظهور للناس بالتقديم والتمثيل، وهذا الحل يعتبر مؤقتا.
أما الحل الجذري لهذه المشكلة ولغيرها من المشاكل التي تشبهها، فيكمن في إعداد مناهج خاصة لتعليم البنات، يلاحظ فيها وظيفة المرأة الأساسية وجوانبها العاطفية وقدراتها الجسدية، وأرجو أن نتذكر أن المرأة التي تزعم أنها تسد ثغرة مع أخيها الرجل في ميادين العمل، تكشف في ظهر الأمة ثغرة أكبر بتقصيرها في رعاية بيتها وتربية أولادها والقيام بحق زوجها، وهل يجوز للإنسان أن يترك وظيفته الأساسية التي يجيدها ليزاحم الآخرين في وظائفهم؟!
وأما عند سؤالك: هل المقصود هو الظهور أم أداء الرسالة السامية؟ فنحن نؤكد أن الهدف هو الظهور وعرض المفاتن وجلب الأنظار، ولن يرضى القائمون على تلك القنوات بظهور غير الجميلات مهما كن مبدعات وناجحات، وذلك دليل على أن الهدف ليس أداء رسالة، وأي رسالة لإعلام يهتم بثقافة القشور، ويحرص على شغل الأمة الجريحة بتوافه الأمور، وكم هي مساحة الجد والعلم والقيم في وسائل إعلامنا؟!
وأرجو أن تحرصي على نصح أختك، وإبعادها عن هذا الميدان إلى الدراسات الشرعية والتربوية التي هي الأنسب للفتاة؛ لأنها تتصل برسالتها ودورها في الحياة، وتنتفع منها في الدنيا والآخرة.
أما صورة المرأة في الإعلام فإنها لا تسر أحدا، وهذا الرأي ذهب إليه العقلاء حتى من الأمم الكافرة فضلا عن غيرهم.
وبالله التوفيق.