أريد حلاً لكثرة تفكيري وترددي واحتياري

0 27

السؤال

أعمل بالمحاماة منذ عشر سنوات ويزيد، وتركتها أكثر من مرة وقمت بالعمل في مجال المبيعات، ثم أعود للمحاماة من جديد وكأنها أحسن عمل.

مشكلتي هي أني لا أشعر بالشغف أو بالرغبة في العمل، ودائما أتأخر في أداء عملي، أصحو على صوت المنبه وأغلقه لمرات قد تصل إلى الساعة، وللأسف اعتدت بعض الذنوب التي أشعر أني لا أستطيع التخلص منها، أشعر كثيرا بأنني مغمض العينين وأجر ساقي، طوال عشر سنوات لم أتقدم خطوة.

زواجي تم بمساعدة أخي لي، وأبي الآن يساعدني ماديا شهريا، أشعر بالحسرة على نفسي، أتمنى أن أعمل في مجال أشعر فيه بالشغف والحيوية، لكني لا أخطو إلا خطوات يسيرة في طريق البحث عن ذلك المجال ثم أعود كما كنت لحالة الحزن والتيه.

لدي ولد وبنت وأخاف أن يكبروا ويكرهوني لعدم تلبية احتياجاتهم، أداوم على الصلاة ثم أقطع ثم أتوقف وهكذا، وأصبحت لا أحب الاجتماعيات وأصبحت أشعر بالتوتر من النقاش في أي موضوع، لا أعلم لماذا خلقت؟! وما هو دوري في هذه الحياة؟!

أعلم أنه يجب علي التطوير من ذاتي إلا أني لا أقوم بذلك، تقدمت للحصول على دبلوم في القانون وتركت ولم أكمل، وتركت كذلك دبلوم علوم شرعية ولم أكمل، وتقدمت لأخذ كورس في اللغة الإنجليزية وأيضا تركت.

أرجوكم صفولي حالتي ، أريد حلا جذريا، يا رب أصلحني وأصلح حالي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي العزيز، أنت تفتقد إلى التخطيط الذاتي وتنظيم أولوياتك في عملك تحديدا وفي الحياة بشكل عام، وهذا يجعلك مشوش فكريا، وتبحث عن الحلول الأسهل التي تبعدك عن مواجهة واقعك الحقيقي.

ربما يعود ذلك إلى عدم إقدامك على تطوير نفسك في مهنتك، أو العمل في نطاق ضيق، أو قلة الدخل المادي الذي يعود عليك من مهنة المحاماة، وهذا بالطبع له انعكاسات نفسية سلبية.

فيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية التي ستساعدك بمشيئة الله في التخلص مما تعانيه:

- اكتب أهدافا طويلة المدى قابلة للتحقيق، واعمل على تحقيقها خلال فترة زمنية محددة والتزم بذلك، مثلا: بعد سنة من الآن سأنهي الدبلوم المهني في القانون، ضع أكثر من هدف وليس بالضرورة أن تنجزها جميعها بنفس التاريخ، ولكن يمكن البدء بها جميعها دفعة واحدة.

- اعمل على إدارة وقتك بشكل صحيح، من خلال تقسيم وقتك إلى مهام يجب إنجازها، وهذه المهام يجب كتابتها على أجندة أو في مكان بارز بالنسبة لك، ومع تنظيم وقتك باستمرار، ستتعود على عدم اهدار الوقت، ويصبح بالنسبة لك ذا قيمة عالية.

- كن صارما في قول "لا" لكل ما من شأنه أن يهدر وقتك.
- ضع أولويات فيما يتعلق بكيفية توزيع طاقتك والتزم بها، فهناك مهام لا يفعلها غيرك، ومهام يمكن أن تطلب من شخص آخر أن يفعلها الآن، ومهام يمكن أن تؤجل ولكنها ستنجز، ومهام يمكن أن لشخص آخر غيرك أن يفعلها لاحقا.

- ضع حد للفوضى: وتجنب كل ما من شأنه أن يراكم عليك الأمور، وحاول ألا تؤجل الأعمال والمهام، وكن جريئا في اتخاذ القرار الصائب القائم على المشورة ولا تتردد في ذلك.

-التوتر الذي تشعر به عند النقاشات نابع من نقص الثقة بالنفس، وهذه الثقة تتحسن في حال أصبحت مستقل ماديا وتشعر بالرضا المهني، لذا عليك البدء بكتابة الأهداف والمضي في تحقيقها.

- التزم بتأدية الصلوات في وقتها، فهذا يساعدك على تنظيم وقتك، ويجعلك أكثر اطمئنانا، ويبعدك عن الوقوع في الذنوب.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات