الأحاسيس السلبية تجاه الخطيب.. كيف تعالج؟

0 407

السؤال

السلام عليكم..
خطبت لأحد أقاربي، هو في اليمن وأنا في السعودية، وكان يحبني قبل الخطبة ودخل في مشاكل كبيرة مع أهله لأن أباه كان يريد تزويجه من ابنة عمه لكنه رفض، ولقد تم عقد قراننا.

المشكلة أني أحس بحاجز يمنعني عنه فلا أرغب بالتحدث معه ولا أطيقه وقلت له أكثر من مرة: إني لا أريده، وتحملني وصبر علي، لكني ما زلت على حالتي إلى أن كبرت المشكلة، وتدخل الأهل وحلوا المشكلة لكني مازلت أشعر من داخلي بأن هناك ما يمنعني عنه وأشعر بضيق إذا كلمته رغم أني أحاول جاهدة أن أغير ما بنفسي، ولكني دائما أشعر بملل وضيق شديدين.

هناك من يقول: إني محسودة، دائما أصلي وأدعو وأقرأ القرآن عل الله أن يحل محنتي، أريد منكم النصح وخطوات عملية أرتاح بها وأريح ذلك الشاب الذي حارب الدنيا من أجلي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ A حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله أن يجمع بينكما في خير، وأن يلهمك السداد والرشاد..
فإنه لن يخيب الله فتاة تصلي وتدعو وتقرأ القرآن، ((ولا يفلح الساحر حيث أتى))[طه:69]، فكوني مع الله، وثقي بأن كيد الشيطان ضعيف، وأن كيد الحاسدين سوف يرتد إلى نحورهم، وسوف تتكشف الغمة، وبقدرة من يقول للشيء كن فيكون، وأرجو أن تكثري من الاستغفار والمحافظة على الأذكار التي علمنا إياها رسولنا المختار، وخاصة أذكار العشي والإبكار، فإن في المداومة عليها علاج من كافة الشرور، واحرصي على قراءة آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة صباحا ومساء، وسوف يضعف أثر الحسد والسحر إن وجد، وقد يتلاشى، وسوف تكون هذه الأذكار مانعة من وقوعه في المستقبل مع المحافظة على الصلوات؛ فإنه من يصلي الفجر يكون في ذمة الله حتى يمسي.

وإذا لم يكن لهذا الإحساس السالب أسباب ظاهره فلا عبرة به، وإن كانت هناك أشياء تسبب ذلك الضيق فلابد من إزالتها، مع ضرورة التركيز على الجوانب الإيجابية في هذا الرجل، ولن نجد في هذه الدنيا رجل بلا عيوب، ولكن السعيد هو الذي تنغمر سيئاته في بحور حسناته، وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه.

وأرجو أن تتذكري ما قام به هذا الرجل من أجل أن يفوز بك، وأرجو أن تقابلي الوفاء بمثله، وسوف تتعمق مشاعر الحب مع مرور الأيام، وهذا هو الحب الصحيح، أما العواطف الكاذبة والمجاملات الخادعة التي يتكلم عنها الشباب اليوم فمصيرها الضياع أمام أول اختبار وأزمة في طريق الحياة الزوجية.

وأهل الإسلام لا يبنون بيوتهم على مشاعر الحب وحدها، ولكن هناك أخوة الإيمان، ورعاية الآداب والرغبة في الأولاد، وطلب العفاف، وتوثيق أواصر المحبة بين الأسر المسلمة.

فاجتهدي في طاعة الله، وابتعدي عن المعاصي فإن لها شؤما وآثارا خطيرة، ولا تخبري ذلك الشاب بما تشعرين به، وحاولي أن تظهري له مشاعر الود، واسألي الله أن يؤلف بين القلوب فإنها بين إصبعين من أصابع الرحمن، واحرصوا على عمل طاعات مشتركة، مثل تلاوة القرآن وصلاة النوافل، فإنها تجلب الوئام والمحبة.

وأرجو أن تكرري المحاولات، وتخالفي عدونا الشيطان، ولا يخفى عليك أن كثيرا من النساء تتردد في البداية ثم تسعد مع زوجها؛ وذلك لأن هناك أسبابا وعوامل تؤثر على المشاعر، والبعد جفاء والقرب ود ومحبة.

نسأل الله أن يكتب لكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات