السؤال
السلام عليكم.
تمت خطبتي لشاب منذ سنة، وقد أخبرنا أنه مهندس، وبعد سلسلة من الأكاذيب اكتشفنا أن تخصصه مختلف عن الهندسة، ففقدت ثقتي به، وصليت الاستخارة فلم أسترح وقررت تركه، لكنه ظل يضغط على أهلي حتى أقنعوني أن مبرر فعلته حبه لي وخوفه أن أتركه، وأقنعوني أن أخلاقه جيدة، والتعليم ليس كل شيء.
اقتنعت ورجعت له، ولكن بعد 15 يوما من عقد القران أخبرتني فتاة أنه يكلمها منذ 3 سنوات، وقد وعدها بالزواج، ويرسل لها صور الشقة والأثاث الذي يجهزه لي، وعندما اكتشفت أنه خاطب أخبرها أنه مغصوب على الزواج مني بسبب أهلي، علما أني واجهته فكان يكذب كثيرا وألقى اللوم على الفتاة، وأخبرني أنه لم يعد يكلمها، وحلف أنه لن يؤذيني، فقدت الثقة فيه تماما، وأشعر أني أستحق كل ما يحدث لي لو أكملت معه.
لا أريده، ولكني مستمرة من أجل أهلي وكلام الناس؛ لأن عرسنا قريب، وقد تركته سابقا، هل أنا مذنبة لو أكملت معه وقد كشفه الله لي، وكنت قد قررت أتطلق منه لو لم ينصلح حاله؟ ماذا أعمل؟ أفيدوني يرحمكم الله، أيضا أخبرني أن والدته كبيرة في السن، وأنه لن تتحمل الصدمة، ولا أعرف إن كان يكذب لاستعطافي أم هو صادق، لأنه فعلا كثير الكذب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ----- حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على طاعته، إنه الكريم رب العباد.
لا شك أن الكذب خصلة ذميمة، والنبي -عليه الصلاة والسلام- كان إذا وجد من شخص كذبة لا يقبل عليه حتى يعلم أنه أحدث توبة، لكن إصرار أهلك وهم الأعرف به وبمصلحتك مما يدعونا إلى أن ندعوك إلى إكمال المشوار معه، والاجتهاد في تصحيح هذا الخلل، وهذا الخطأ الذي حدث، فالأيام المتبقية قليلة جدا، ولا يخفى عليك أثر مثل هذه اللحظات على الفتاة وعلى مستقبلها وعلى الأسرة من الجانبين.
ونعتقد أنك بهذا النضج وبهذا الوعي قادرة على التأثير عليه، وكلام أهلك عنه لا يأت من فراغ، رغم أننا نرفض الكذب الآن ونرفض الكذب في كل وقت وفي كل حين، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
أما كلام الفتاة الأخرى فمع الاهتمام به وأخذه في الاعتبار إلا أن الكلام في مثل هذه الأحوال ما ينبغي أن يقبل كاملا، وفيه زيادات من هنا وهناك، ومعروف مثل هذه العلاقات التي تدخل فيها الشاب وتدخل فيها الفتاة وتدخل فيها الأكاذيب والزيادات من هنا وهناك، لكن كونك ستخوضين التجربة بهذا النضج وبهذا الوعي بعد أن عرفت ما فيه من سلبيات، نسأل الله أن يعينك في إصلاح الوضع، وفي النجاح في هذه الحياة.
أكرر: الرجال أعرف بالرجال، ومعرفة أسرتك وإصرارهم على إكمال المشوار، وثناؤه عليه، واعتذارهم عن التجاوزات التي حصلت، لأنه كان حريصا على أن يفوز بك، كل ذلك أيضا ينبغي أن يوضع في الاعتبار.
هذا رأينا ولك أن تستخيري وتستشيري من يعرفك ويعرفه، ولكننا نرى أن إفشال الزواج قبل أيام معدودة من إتمامه لن يكون فيه مصلحة، فخوضي التجربة، وتوكلي على الله تبارك وتعالى، واثبتي على الخير، واعلمي أنك تستطعين أن تؤثري عليه، فالمرأة الصالحة الناضجة العاقلة تأثيرها كبير على زوجها.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلك سببا لهدايته، وأن يكتب لك التوفيق والنجاح.