السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
منذ 3 أعوام تقريبا كانت تأتيني ضربات القلب في الليل وأنا في صغري فأخاف، ومع المدة بدأت تأتيني في الصباح، وأصاب بالإعياء وسرعة ضربات القلب عند الاستيقاظ من النوم، وعندما فحصني الطبيب قال لي بأني سليم، وأعطاني دواء لتنظيم ضربات القلب avlocardyl، وفي رمضان كنت أصلي وانتابتني ضربات قلب كثيرة، وظننت بأنني سأموت، فلما ذهبت للطبيب أخبرني بأنها نوبات هلع، وأعطاني دواء loscita و alpraz .
كما أني أشكو أيضا من ضبابية ورفة في العين، وعدم توازن عند المشي أو عندما أكون واقفا، وأصبحت أخاف الخروج خوفا من أن تزداد الحالة!
والآن فقد ازدادت حالتي سوءا، فهل هي من أعراض الأدوية التي تم وصفها؟ كما أنني خفت من الذهاب لطبيب المخ والأعصاب، وفضلت البحث في النت، فهل تنصحوني بإجراء التخطيط؟
جزاك الله الجنة، وأسعدك الله في الدنيا والآخرة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
هذه النوبات التي تأتيك تسمى نوبات الفزع أو الهلع أو الهرع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد جدا، والذي يؤدي إلى أعراض شديدة، وبالفعل هي أعراض مخيفة، خاصة تسارع ضربات القلب، لكن أؤكد لك أنها ليست خطيرة أبدا، وهذه الحالات معروفة كثيرا، في أغلب الظن أسبابها غير واضحة، وإن كان نشاهدها لدى بعض الأسر، كأن تكون هنالك عوامل وراثية، بعض الناس الذين هم قلقين بطبيعتهم أو شخصياتهم حساسة أيضا عرضة لمثل هذه الأعراض، بعض الأشخاص الذين يكتمون ولا يعبرون عما بدواخلهم أيضا عرضة لمثل هذا النوع من النوبات.
العلاج يتمثل في تجاهل هذه الأعراض تماما، والتيقن من أنه نوع من القلق العارض وسوف ينتهي ولا يشكل خطيرة.
والنقطة الثانية هي: أن تمارس رياضة – رياضي المشي، رياضة الجري، لعب الكرة – أي رياضة بالتزام سوف تكون مفيدة جدا.
توجد أيضا تمارين تسمى (تمارين الاسترخاء)، فيها التأمل والتدبر والاستغراق الذهني، وفيها أيضا تمارين تنفس متدرجة (شهيق، زفير) بقوة وببطء وتدرج، فيها أيضا تمارين قبض العضلات وشدها ثم استرخائها، تمارين مفيدة جدا، وإسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) أوضحنا فيها الكيفية التي تمارس بها هذه التمارين، فيمكنك الرجوع لهذه الاستشارة، أو يمكنك أيضا الاستعانة بأحد برامج أو فيديوهات اليوتيوب في كيفية ممارسة هذه التمارين.
أنت مطالب أيضا أن تنظم وقتك، وأن تنام ليلا في وقت مبكر، هذا جيد، يبعد عنك الإجهاد النفسي والتوترات الداخلية، وحاول أن تتجنب النوم النهاري، حاول أيضا أن تتفاعل اجتماعيا، احرص على الصلاة في وقتها، والأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم والاستيقاظ، والأذكار الموظفة في اليوم والليلة، مفيدة جدا، وتساعد الإنسان، وتبعث في النفس الطمأنينة.
بالنسبة الضبابية في العيون وعدم التوازن: هذا غالبا من الأدوية، ومن هذه الأدوية عقار (ألبرازولام) يؤدي إلى ذلك، وأنا لا أنصحك حقيقة أن تستعمله لفترة طويلة، هذا الدواء دواء إسعافي، يعني: نعطيه في الحالات الحاد، إذا تواصل مع الطبيب ليتم سحب هذا الدواء تدريجيا، هذه هي الطريقة المثلى في التوقف عنه.
والدواء الأفضل الذي ننصح به عقار يسمى (استالوبرام) واسمه التجاري (سبرالكس) وربما تجده في بلادكم تحت مسمى تجاري آخر.
بالنسبة لعقار (لوستيك loscita) هو نفسه الـ (استالوبرام)، فاستمر عليه بجرعة خمسة مليجرام، ثم ترفع إلى عشرة مليجرام، ثم إلى عشرين مليجراما، هذا الدواء هو الدواء المثالي، وهو الدواء الذي سوف يساعدك كثيرا بإذن الله تعالى، فاستمر عليه حسب تعليمات الطبيب.
أما الدواء الآخر وهو الـ (ألبرازولام) فالتوقف عنه قرار جيد وسليم.
بالنسبة لأدوية تنظيم ضربات القلب: لا بأس بها أيضا، فهي تساعد.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.