السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 37 سنة، متزوجة منذ أربعة أشهر، وحاليا حامل والحمد لله.
مشكلتي أن زوجي شخص عصبي جدا، والله لست مقصرة معه، لكن أشعر بأنه لا يستطيع أن يعيش يوما من دون أن تحصل بيننا مشكلة، وكأنه معتاد على حياة الشباب الطائشة التي كان يعيشها في منطقته سابقا، لأكثر من مرة طلبت منه أن يستخدم أسلوب الحوار والتفاهم وليس العراك والصوت العالي، لأن هذا الأسلوب يوتر العلاقة بيننا، ويخلق الضغينة والكراهية، فتراه يتغير ليوم أو يومين أو أكثر ثم يرجع لنفس طبيعته الهمجية.
الذي يصبرني عليه أنه لا يمد يده علي عندما يغضب، كما أنه يحبني كثيرا ويعتني بي، يبكي لبكائي ويفرح لفرحي، لكن ما هو الأسلوب الأنسب للتعامل معه؟
بارك الله بجهودكم الطيبة وإجاباتكم الشافية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال قبل اتخاذ القرار، قبل تصعيد الأمور، ونحن سعداء بفكرة السؤال، وخاصة وهو سؤال عن الأسلوب الأنسب للتعامل مع الزوج العصبي الذي نسأل الله أن يهديه لأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.
وأنت إن شاء الله ستنجحين؛ لأنك عرفت طريقة السؤال، وبينت أنه عصبي، والزوج العصبي يحتاج إلى أن نتفادى أولا أسباب عصبيته، الأسباب التي تثير عنده العصبية.
الأمر الثاني أنت أحوج ما تكونين إلى الهدوء وإلى التجاوز وإلى السماح، خاصة في هذه الفترة التي فيها الحمل؛ حتى لا يتضرر الجنين من هذه التوترات.
الأمر الثالث: نحب أن نشكرك على الثناء على إيجابيات هذا الزوج، ونحن نؤكد بناء على الاستشارة أنه فعلا يحبك، ونؤكد لك أيضا أن تغيير الصفات السالبة قد يحتاج إلى بعض الوقت، فلا تذكري له ما عنده من همجية، ولكن اذكري له هدي النبي خير البرية، ذكريه بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، أشعريه بسعادتك عندما يكون هادئا، ركزي على الجوانب الإيجابية، فإن تضخيم الإيجابيات والتركيز عليها، والاهتمام بها، وشكر الله عليها، يجلب لك المزيد، ويعينه أيضا على التخلص من الجوانب السلبية.
فإذا كان الزوج بهذا الحرص، وبهذا الحب، وبهذا الاهتمام، فأرجو أن تتحملي ذلك الجانب السالب، ونحن نريد أن نقول لا يمكن للمرأة أن تجد الرجل بلا عيوب، كما أن الرجل لا يمكن أن يجد امرأة بلا نقائص، ولذلك الميزان النبوي لا يفرق مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر، كذلك هي إن كرهت منه خلقا رضيت من أخلاقا أخرى، ومن الذي ما ساء قط، من الذي له الحسنى فقط، أرجو أن تدركي أنه ليس في كلامنا تأييد لهذا الذي يحدث، بل نتمنى لو أنه يتواصل معنا ليعرض ما عنده حتى يسمع التوجيه المباشر الحاسم من إخوانه وآبائه من الرجال، ونبين له حاجة المرأة إلى اللطف والاهتمام، ونذكره بهدي النبي الذي كان في بيته ضحاكا بساما يدخل السرور على أهله عليه صلاة الله وسلامه.
ختاما: نشكر لك الثناء على الموقع، ونؤكد أننا نشرف بخدمة أبناءنا وبناتنا وإخواننا وأخواتنا، ونحن سعداء بتواصلك مع الموقع، ونرجو أن يكون الموقع مرجعا لك دائما، فأنت ولله الحمد عاقلة وعلى خير، وهذا السؤال يدل على ما ذكرنا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسعدك، وأن يوفقك، وأن يصلح هذا الزوج، وأن يقر أعيننا جميعا بصلاح أنفسنا، وسيرها على هدى وخطى رسولنا عليه صلاة الله وسلامه.