السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
كثير من يقترح علي الزواج والاستمرار في طلب العلم، وأنا متحير هل أقدم أم أؤجل ذلك؟ وأحسن الله إليكم والسلام.
وأريد معهدا أدرس فيه العلم الشرعي، وأبحث على من يدلني عليه، لأننا نفقد في بلدنا هذا (المغرب) المعاهد التي تدرس العقيدة الصحيحة وما أشبه ذلك، والدال على الخير كفاعله والسلام.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ Chuiyakh حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
فإن حاجة الإنسان للزواج يعرفها بنفسه، والزواج تعتريه عدد من الأحكام، فيكون واجبا إذا خشي الإنسان على نفسه الوقوع في الزنا أو الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ونحن في زمن الفتن والشهوات التي تقتحم على الناس بيوتهم وأسواقهم وطرقاتهم، ولذلك كان توجيه النبي صلى الله عليه وسلم للشباب: (يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) وندب القرآن المجتمع المسلم إلى القيام بدوره في تزويج الشباب المسلم فقال سبحانه: (( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم ))[النور:32] وكأن القرآن يشير إلى ما يدور في الأذهان من الخوف من الفقر فقال سبحانه: (( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم ))[النور:32]وفهم السلف هذا المعنى العظيم، فكان ابن مسعود يقول: (التمسوا الغنى في النكاح).
وإذا استطاع الإنسان أن يجمع بين تعجيل الزواج ومواصلة طلب العلم فهذا خير وأي خير، ولن يستطيع ذلك إلا إذا أحسن الاختيار بعد توكله على الغني الغفار، وحبذا لو كانت الزوجة أيضا من طالبات العلم الشرعي والداعيات إلى الله.
أما بالنسبة للدراسات الشرعية، فنحن ننصحك بأن تبدأ بالبحث عن الأخيار من حولك، وإذا تيسر لك السفر إلى أرض الحرمين، فسوف تجد هناك عددا من الجامعات وأفواجا من المشايخ الفضلاء، وحتى يتيسر لك ذلك ننصحك بمتابعة فتاة المجد العلمية التي جعلها الله حجة لكل من يطلب العلم الشرعي، وعونا لكل من يرغب في الدراسات الشرعية تقف أمامه ظروف الحياة وبعد المكان.
وخلاصة الأمر: فأنت أعلم بحاجتك للزواج وبحالك، وليس صحيحا ما يعتقده كثير من الناس من أن الزواج عائق، ولكن إذا لم يحسن طالب العلم اختيار شريكة حياته فكبر عليه أربعا لوفاته، ولقد كان الزواج والوظيفة مقبرة لكثير من المبدعين، وقد أحسن من قال: (تفقهوا قبل أن تسودوا).
والله الموفق.