هل سأعيش طوال حياتي مع مرض الغدة؟

0 27

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من قصور في الغدة الدرقية مزمن، أحاول تقبل مرضي بصعوبة، فكيف سأكمل حياتي وأنا كل يوم أبدأ يومي بالدواء؟ الآن أنا أعلم بأن هذا قضاء الله وعلي تقبله، وهذا ما أقوله لنفسي، لكنني في نفس اليوم تتغير حالتي وأضعف وأتذكر وتنتابني نوبة بكاء.

أنا في بداية حياتي وأواجه مرضا كهذا لا أعلم! ليس لي أحد يخفف عني حالتي، ليس لي أصدقاء، هذه وحتى لو عندي، لمن أحكي؟ ماذا سيفيد؟ وما زاد الأمر سوءا أنني بدون عمل، تخرجت في الجامعة منذ عامين، أحس نفسي عالة على أمي، لم يكفها همي بدون عمل وبدون فائدة في المجتمع، وازداد هم مرضي ودوائي، كانت لدي الكثير من الطموحات لطالما أردت تحقيق شيء في المجتمع، أن أصبح مفيدا، درست واجتهدت ولم أجد عملا، حصلت على رخصة السياقة، ولم أستطع القيادة بسبب خوفي، لا أريد الدخول في مستنقع المقارنات، أحس بالفشل في حياتي، أنا في دوامة، هل سأبقى طول حياتي هكذا؟ خذلت نفسي وخذلت أمي، ماذا أفعل؟ مزاجي معكر طوال اليوم، ولا أحد يحس بما أمر به.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك ثقتك بنا وتواصلك معنا -أختي الكريمة-.

إن من أقدار الله سبحانه وتعالى وحكمته الابتلاء، ومن هذا الابتلاء الذي يبتلى به المرض، قال تعالى:" واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب * اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب * ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب * وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب"، ولكن قد يكون هذا الابتلاء من رحمة الله بنا ومحبته لنا، فبهذا الأمر سيرفع درجاتك في الآخرة، وستنالين الأجر العظيم على مدى صبرك ورضاك بما قسم الله لك من أمور قد تكون في ظاهرها شرا، ولكن في باطنها الخير العظيم.

أتفق معك أن تقبل الأمر في بدايته يحتاج إلى الجلد والقوة والشجاعه لمواجهة أمر جديد علينا قد يغير مسيرة حياتنا بأكملها، فالتعايش مع أمر جديد يحتاج من الجهد النفسي والبدني ليس سهلا، ويختلف تقبله من شخص إلى آخر على حسب شخصية الإنسان والظروف المحيطة به، سواء كانت اجتماعية أو نفسية.

مرض الغدة الدرقية من الأمراض الشائعة، ولكنها ليست معقدة ويسيرة العلاج، ونسبة الشفاء قوية جدا -بإذن الله-، فيما لو تم التزامك بالعلاج اللازم، فاحمدي الله أن الأمر اقتصر على اضطراب في الغدة، حيث أن الأمراض التي تنتشر في هذا الزمان أخطر بكثير من مجرد غدة، ولربما لا علاج من هذه الأمراض، فهناك من يلزم الفراش لسنوات طويلة ولا شفاء من مرضه، وهناك من لا يجد قيمة الدواء، وهناك من قدر الله له العيش في بلد تفتقد لأدنى مقومات العلاج البسيطة، فاحمدي الله سبحانه وتعالى على نعمه، فعندما قدر لك المرض، قدر لك العلاج، وقدر لك أم عظيمة سخرها لتكون داعما وسندا لك.

قد يكون هذا الأمر سببا في تغيير حياتك للأفضل، وقد تجدين أبوابا فتحت لك، فلا تنتظري الوظيفة، بل اسعي لعمل مشروع بسيط وحتى إن كان من المنزل، فكري بجديه في هذا الأمر، ستجدين أنك بارعة في أمر ما سيجلب لك الرزق، وسيجعلك تعتمدين على نفسك وتغيرين من نظرتك لنفسك أولا، وللحياة من حولك ثانيا.

ضعي هدفا نصب عينيك، فالسعي لتحقيق ما نطمح إليه يكون أمرا ممتعا إن تكلل بالنجاح، فلا تحرمي نفسك لذة النجاح بعد التعب، قد يكون هذا الهدف إكمال دراسة في مجال معين قد يثري تخصصك، أو قد يكون الهدف مشروعا تجاريا يجلب لك الرزق الوفير، أو قد يكون شخصيا، كوني علاقات اجتماعية وطوري نفسك في هذا الجانب، وابحثي في محركات البحث الألكترونية عن مجالات تطوير الذات في تكوين العلاقات الاجتماعية، فبالتالي ستتمكنين بسهولة من تكوين علاقات صداقة، وستحافظين على استمراريتها.

نصيحتي الأخيرة لك عزيزتي: غيري من نظرتك للحياة، فاليوم الذي يمضي لا يتكرر، وأنت في عمر الشباب، وقادرة على الاستمتاع بنعم الله عليك، فاستمتعي ببصرك وسمعك وحركتك، فهناك الكثير يتمنى لو يسمع أو يرى أو يتحرك، فباستشعار النعم وحمد الله عليها تدوم.

أسأل الله أن يمن عليك بتمام الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات