ما هي الطريقة الصحيحة لإيقاف الدواء خاصة وأني أرغب بالحمل؟

0 28

السؤال

السلام عليكم..

أعاني من اضطراب وقلق منذ عامين، أخذت علاجا سلوكيا لمدة عام، وركبت لولبا هرمونيا فازدادت أعراضي، فأخذت نصف قرص من اميبريد ٥٠مجم، فتحسنت حالتي بعد ٩ أشهر من استخدام نصف قرص، قللتها إلى ربع قرص يوميا لمدة ٣ شهور، ومع الاستمرار تحسنت حالتي.

ولما أردت سحب الدواء بدأت بربع قرص يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم يوم ويومان لمدة أسبوعين، ولكني تعرضت لضغط عصبي خلال هذة الفترة، فعادت إلي بعض الأعراض، فرجعت إلى جرعة ربع قرص يوما بعد يوم، ولكن لايوجد تحسن، ففي اليوم الذي آخذ فيه ربع قرص أكون بخير، واليوم التالي بدون الدواء أعاني من هبوط شديد ودوخة وغثيان.

أرجو مساعدتي كيف أوقف توقف الدواء؟ خصوصا أني أرغب في الحمل، والطبيب قال لابد من إيقاف الدواء تماما، مع العلم أني جربت سيبرالكس ومودابكس منذ عامين، قرصا من كل نوع، ولكن حصل لي التهاب شديد في المعدة من أول يوم وقيء مستمر قرابة ٨ مرات، لذلك اضطررت لتخفيف الجرعة من اميبريد.

وشكرا جزيلا، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

القلق العام هو طاقة نفسية تكون إيجابية وطبيعية في بداية الأمر، لأن القلق نحتاج له من أجل الإنجاز ومن أجل النجاح، لكن حين يتراكم القلق ولا نوظفه التوظيف الصحيح يحدث لهذا القلق احتقان داخلي، مما يؤدي إلى التوترات وعدم الارتياح النفسي.

من أهم الوسائل العلاجية – كما تفضلت – هي العلاج السلوكي، والعلاج السلوكي يجب أن يكون ممارسة مستمرة، ولا يحتاج حقيقة لأن يكون الإنسان تحت إشراف معالج نفسي، لأن العلاج السلوكي النافع والناجع هو الذي ندبر من خلاله نمط حياتنا.

تجنب النوم النهاري، الحرص على النوم الليلي المبكر، ممارسة الرياضة، التواصل الاجتماعي، والحرص على الوفاء بالواجبات الاجتماعية، الصلاة في وقتها، بر الوالدين، تحمل المسؤوليات المنزلية، تطبيق بعض التمارين الاسترخائية، الاهتمام بالتغذية، والتفكير الإيجابي، والتخلص من المشاعر السلبية من خلال الأفعال الإيجابية والتفكير الإيجابي، هذا هو العلاج السلوكي.

فإذا انقلي نفسك لهذا الواقع الإيجابي، العلاج السلوكي: العلاج بالعمل، العلاج بالتفكير السليم، لا نريد للناس أبدا أن يتشبثوا بعلاج سلوكي نظري وليس واقعيا، العلاج الواقعي هو الذي يفيد الإنسان. فأرجو أن تجعلي هذا منهجا علاجيا بالنسبة لك.

بالنسبة للدواء: الـ (إميبريد Ampiride) وهو الـ (أميسولبرايد Amisulpiride) دواء جيد للقلق وللتوترات، لكن يعاب عليه أنه عند النساء ربما يرفع قليلا من مستوى هرمون الحليب (برولاكتين Prolactin)، وهذا قد يؤدي إلى اضطرابات في الدورة الشهرية، وإن كانت الجرعة التي تحدثت عنها جرعة صغيرة جدا.

بما أنه لديك تخطيط للحمل أرى أن عقار (تفرانيل Tofranil) والذي يسمى (إميبرامين Imipramine) بجرعة صغيرة سيكون مفيدا لك جدا، وبحكم أنك صيدلانية تعرفين أن هذا الدواء من مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، لكنه أيضا يفيد في القلق وفي التوتر، كما أنه سليم حتى في أثناء الحمل. فيمكن أن تبدئي في تناوله بجرعة عشرة مليجرام يوميا، وهذه جرعة صغيرة جدا، وإذا تحسنت الأمور على هذه الجرعة فيمكنك الاستمرار عليها مثلا لمد ستة أشهر.

وإذا لم تتحسن الأمور للدرجة التي تريدنها فيمكن أن ترفعي جرعة الإميبرامين وتجعليها خمسة وعشرين مليجراما يوميا، وأنا أعتقد أن هذه سوف تكون جرعة كافية جدا، إذا استصحبتها بالإرشادات السلوكية الواقعية، هذا إن شاء الله تعالى يرتقي بصحتك النفسية تماما.

الـ (إميبرامين Imipramine) دواء سليم حتى في أثناء الحمل، وإن كان الوضع المثالي هو ألا يتناول الإنسان أي أدوية في مرحلة تكوين الأجنة – أي الـ 118 يوم الأولى من الحمل – لكن إن كان هناك اضطرارا لا مانع من تناول الأدوية التي يعرف عنها أنها سليمة، ومنها الإميبرامين.

وعليك طبعا المتابعة مع طبيبة النساء في حالة حدوث الحمل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات