السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تقدمت لخطبة فتاة، وكانت على خلق، وأشاد الجميع بالعائلة، إلا أن صديق عمي من جيرانهم أخبره بأنها تعاني من مرض نفسي، وحاولت الانتحار منذ ثلاث سنوات، وأيضا عاب سلوك أخيها، وعندما أخبرتهم بحقيقة المرض أخبروني أنها شفيت.
من خلال جلستي معها أحسست بطمأنينة نحوها، ولكن والدي أنهى الموضوع، وأنا أريد أن أكمل الموضوع، فهل أجلس مع والدها مرة أخرى وأطلب منه المصارحة، أم ماذا أفعل؟ إذ أنه منذ الرؤية الشرعية وبعد صلاة الاستخارة، أحسست بأن قلبي متعلق بها، ولكن الجميع يرفض.
أيضا أريد الاستفسار من طبيب حول مرضها قبل أن أقبل على ذلك، هل أنا على صواب أم أخطأت؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول: فمن باب إن المستشار مؤتمن فإن الأمراض النفسية يمكن أن تعود في أي لحظة، وبما أن والدك غير راض والناس يتكلمون في ذلك فسيبقى قلبك مشوشا حتى لو استشرت الطبيب، فإن الطبيب سيقيم الحالة الحالية، لكنه سيقول لك إن الحالات النفسية قد تعود في أي وقت، لأنها تنتج بسبب ضغوطات نفسية معينة، لذلك أنصحك أن تبحث عن غيرها، فستجد ما عندها من المواصفات وزيادة عن ذلك، ولعل في كلام الناس ورفض والدك تنبيه من الله لك أن تصرف نظرك عنها، خاصة وأنك لا زلت بعيدا ولم تتم كتابة الكتاب، وليكن في علمك أن والدها إن لم يكن مراقبا لله تعالى فلن يوضح لك حالتها على ما هي عليه، والعمل بالأسباب واتخاذ الاحتياطات مستحبة، وتذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في غير هذا الموطن: (كيف وقد قيل).
ثم أوصيك ألا تستعجل في مثل هذا الموضوع، فالزواج مشروع عمر وليس مشروعا مؤقتا، لذلك عليك أن تتأكد من توفر الصفات التي ينبغي توفرها في شريكة حياتك والتي أوصانا بها نبينا -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (تنكح المرأة لأربع: لجمالها ولحسبها ولمالها ولدينها فعليك بذات الدين تربت يداك)، ومعنى تربت يداك التصقت بالتراب، فلا خير في زوجة لا دين لها ولا بركة فيمن كانت سبب فقر زوجها.
وعليك قبل التقدم لخطبة أي فتاة أن تصلي صلاة الاستخارة وأن تدعو بالدعاء المأثور، فإنك إن وكلت أمرك لله تعالى ليختار لك ما فيه الخير لك فلن يختار لك إلا ما يقر عينيك، لأن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه، ومن علامات الاختيار أن ييسر الله الأمر، ومن علامة صرف المرأة عنك أن تتعقد الأمور وتنسد الأبواب.
وعليك أن تتضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد مع تحين أوقات الإجابة، وسل ربك أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تسعدك في هذه الحياة، مع الإكثار من دعاء ذي النون (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).
وعليك أن تجتهد في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح، فذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة كما قال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)، واطلب الدعاء من والديك؛ فإن دعاءهما مستجاب.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.