السؤال
السلام عليكم..
عندما كنت في المرحلة المتوسطة حدث نقاش بيني وبين أبي، وغضب مني ودعا علي بالزوج اللئيم، ولازلت حتى الآن أتذكر دعوته وأبكي بشدة، على الرغم من أن علاقتي بأبي الآن ممتازة، وهو راض عني، ولكن أخاف من أن تكون دعوته استجيبت، لأنني أحس أنه كان قاصدا بدعوته علي، وأنا كنت صغيرة لم أقصد إغضابه، وبنفس اليوم تصالحت معه، وأنا نادمة جدا، وأقول لنفسي سأستمتع بحياتي الآن قبل أن أتزوج، وتارة أفكر أنني لا أريد الزواج، وأرفض الفكرة تماما، وقد قمت بقراءة موضوع عن صفات اللئيم، ووجدت أقبح الصفات، فهل إذا دعوت بالزوج الصالح يستجاب لي؟ وهل ترد دعوة الوالدين عن أولادهم إذا بروهم فيما بعد؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختي الكريمة-، ونسأل الله ييسر أمرك، وأن يتولاك بحفظه، والجواب على ما ذكرت:
- أرجو أن تعلمي أن دعوة الوالدة بما دعا عليك في حال الصغر، وأنت لم تكوني تقصدين إغضابه، والله لا يستجيب دعاء الوالد لأنه دعا بإثم على من ليس مكلفا، ولم يكن مخطئا، ولهذا فإن شاء الله لن يستجيب دعاؤه، فأرجو أن لا تقلقي ولا تخافي، وكأن شيئا لم يكن، واجتهدي في نسيان ما حدث، ولا داعي للتشاؤم من المستقبل، فإن المستقبل أمامك واعد بالخير بإذن الله.
- ومن جانب آخر بما أنك حاليا على علاقة طيبة مع الوالد ويدعو لك بالخير، فلو كان هناك احتمال أن يستجيب الله دعاءه عليك فإن الدعوات المباركة التي يدعو لك الآن ستمحو تلك الدعوة بإذن الله، فالله رحيم عباده، لأن من الذين لا ترد دعوتهم دعوة الوالد لولده، فأبشري بخير.
- وأخيرا، فإن دعاءك بأن يرزقك الله زوجا صالحا، دعوة مباركة، واستمري عليها، وخاصة في ساعات الاستجابة، وادعي وأنت موقنة بالإجابة، وأحسني الظن بالله، وإن شاء الله يكون لك ما تتمنينه، ولا داعي للبحث عن صفات الرجل اللئيم، ولكن ابحثي عن صفات الرجل الكريم، حتى إذا تقدم أحد لخطبتك عرفت من تقبلين منهم، وعليك بمعرفة صفات النساء الكريمات، التي تعرف حق الله وحق زوجها وأبنائها، وتقوم بواجبهم على أكمل وجه، فانظري للجانب الإيجابي من الموقف، ولا تتوقفي كثيرا عند حدث حصل قبل سنين طويلة، واهتمي بواقعك الآن ومستقبلك.
وفقك الله لمرضاته.